أثمرت جهود رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، في إعادة توحيد حزبي الصهيونية الدينية الذي يقوده بتسلئيل سموتريتش والكهانية الفاشية (حزب عوتسماه يهوديت) بقيادة إيتمار بن غفير، بعد أسبوعين من إعلان بن غفير عن قراره خوض الانتخابات في قائمة منفصلة عن قائمة الصهيونية الدينية، مما يهدّد فرص معسكر نتنياهو بالعودة للحكم.
وذكرت مواقع إسرائيلية مختلفة أنّ توقيع بن غفير وسموتريتش، بعد ظهر اليوم الجمعة، على اتفاق لخوض الانتخابات في قائمة مشتركة، جاء بعد تدخل وضغوط ثقيلة مارسها نتنياهو على الطرفين، بعد أن تبادلا على مدار الأسبوعين الأخيرين اتهامات حول سبب الانشقاق، حيث زعم بن غفير أن سموتريتش يتصرف باستعلاء ولا يمنح حزبه التمثيل المناسب لقوته في الشارع الإسرائيلي، خصوصاً وأن استطلاعات مختلفة منحت حزب بن غفير أكثر من 6 مقاعد (من أصل 120)، مقابل تراجع قوة حزب الصهيونية الدينية بقيادة سموتريتش إلى 4 مقاعد.
وأشار آخر استطلاع نُشرت نتائجه صباح اليوم في القناة 12، قبل الإعلان عن توقيع الاتفاق بين الحزبين، إلى أن حزب الصهيوينية الدينية لا يتجاوز نسبة الحسم، فيما يحصل حزب عوتسماه يهوديت بقيادة إيتمار بن غفير على 9 مقاعد.
وبحسب الاتفاق الذي وقعه الطرفان اليوم، يحصل حزب غفير على 5 مقاعد من المقاعد العشرة الأولى على اللائحة المشتركة للحزبين، وهي في المواقع 2،5،7،9، و10، بينما تكون المواقع 1،3،4، و8 لحزب الصهيونية الدينية.
ومن شأن هذا التحالف بحسب استطلاعات مختلفة، أن يحصل على 11 أو 12 مقعداً في الانتخابات، خصوصاً مع استمرار تراجع قوة حزب "الروح الصهيونية" الذي تقوده الوزيرة أيليت شاكيد، والذي يمثل عملياً حزب يمينا الذي قاده رئيس الوزراء السابق نفتالي بينت، وحصل في الانتخابات الماضية على 7 مقاعد.
وعلى الرغم من تمكّن اليمين الموالي لنتنياهو من رص صفوفه، خصوصاً بعد إعلان هذا التحالف اليوم، إلا أن معسكر نتنياهو لا يتمكن حتى الآن من الوصول إلى 71 مقعداً تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات المقررة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وفيما يصل معسكر نتنياهو إلى 58 مقعداً حالياً، فإن المعسكر المناهض له يحصل على 56 مقعداً فقط، في ظل عدم اعتزام القائمة العربية المشتركة بقيادة أيمن عودة الانخراط في ائتلاف حكومي بقيادة رئيس الحكومة يئير لبيد، خلافاً للقائمة الموحدة للحركة الإسلامية بقيادة منصور عباس، التي يتم احتساب مقاعدها الـ4 بشكل تلقائي ضمن معسكر لبيد، الذي لا يتخطَى الـ56 مقعداً من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي.