نجاة البرهان من محاولة اغتيال بعد استهداف مسيّرة قاعدة شرقي السودان

31 يوليو 2024
البرهان في احتفال تخريج دفعة عسكرية بقاعدة جبيت اليوم (القوات المسلحة السودانية/فيسبوك)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **محاولة اغتيال البرهان وتداعياتها:** نجا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان من محاولة اغتيال بمسيّرة خلال احتفال عسكري، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص. أكد البرهان استمرار القتال ضد قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.

- **الوضع الميداني والمفاوضات:** يحتدم القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وسط اتهامات بجرائم حرب. رحب البرهان بمفاوضات سلام تشمل جميع القطاعات، ووافقت الحكومة على محادثات برعاية الولايات المتحدة في جنيف.

- **جهود الوساطة الدولية:** منذ أبريل 2023، تخوض الأطراف حرباً خلفت آلاف القتلى. بدأت وساطة أميركية-سعودية في جدة، لكن المفاوضات توقفت. دعت الخارجية الأميركية لمفاوضات جديدة في سويسرا، فيما طلبت الحكومة السودانية اجتماعاً تمهيدياً.

نجا رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان من محاولة اغتيال بمسيّرة شرقي السودان خلال احتفال تخريج دفعة جديدة من الكلية الحربية اليوم الأربعاء، فيما قالت القوات المسلحة السودانية إنّ الهجوم أسفر عن وقوع "خمسة شهداء وإصابات يجري حصرها".

وبعد مرور بضع ساعات على محاولة الاغتيال، قال البرهان إنهم لن يضعوا البندقية حتى يجري تنظيف البلاد من كل متمرد ومرتزق، مؤكداً أن القوات المسلحة ماضية في سحق ما أسماها "مليشيا آل دقلو الإرهابية" والقضاء عليها، وذلك في إشارة لقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) التي تقاتل الجيش منذ العام الماضي بأكثر من عشر ولايات سودانية.

واعتبر البرهان، بعد استكمال حفل التخريج الذي توقف نتيجة الحادثة، أن "تخريج هؤلاء الضباط اليوم يعد هدية للشعب السوداني وإضافة حقيقية للأبطال الذين يخوضون غمار معركة الكرامة"، مؤكداً استمرار المعركة بالقول "لن نتراجع أو نستسلم ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت". وقال إنه لا يمانع في الوصول إلى سلام، لكنه اشترط أن يكون سلاماً "يحفظ عزة وكرامة الشعب السوداني". واستطرد: "نريد أن تتوقف الحرب ورأسنا فوق ومنتصرون، لا يمكن أن تتوقف الحرب والعدو موجود في منازل المواطنين ومحاصر بابنوسة وقرى الجزيرة والفاشر". وذكر البرهان أنه طالما أن المتمردين موجودون في تلك المناطق فإن الحرب مستمرة ولن تتوقف.

وبحسب وسائل إعلام سودانية فإن مسيّرة استهدفت مكان احتفال تخريج دفعات من الضباط والعسكريين في منطقة جبيت بولاية البحر الأحمر أثناء زيارة البرهان. وقالت القوات المسلحة السودانية، في بيان، إنّ المضادات الأرضية تصدت اليوم الأربعاء لمسيّرتين معاديتين استهدفتا موقع الاحتفال بتخريج دفعات من الكليات الحربية والجوية والبحرية عقب ختامه في جبيت، ما تسبب في مقتل خمسة ووقوع عدد من الإصابات، دون ذكر حضور البرهان.

وكانت وكالة الأنباء السودانية، قد قالت إنّ الاحتفال شهد عرضاً عسكرياً للطلبة المتخرجين، قام القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان في ختامه، بتكريم المتفوقين وأوائل الطلبة الحربيين تقديراً لتميزهم خلال فترة التدريب العسكرى بالكلية الحربية.

يأتي ذلك في وقت يحتدم فيه القتال بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والجيش السوداني بقيادة البرهان، وسط أوضاع مأساوية واتهامات بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك أعمال عنف جنسي واسعة النطاق.

من جهة أخرى، جدد البرهان ترحيبه بأي مفاوضات سلام، لكنه اشترط ضرورة استيعابها "كل القطاعات الشعبية، وحركات الكفاح المسلح المشاركة في معركة الكرامة"، مبيناً أن "الجيش ليس وحده من يقاتل في هذه المعركة، لذلك لا بد لأي مفاوضات أن تستصحب معها رؤى القواعد الشعبية".

وأبان أن أي جهة تدعو للتفاوض يجب أن تعترف بحكومة السودان وسيادتها على أراضيه، داعياً المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة رمضان لعمامرة إلى عدم تبني أي رؤية للمتمردين، والتشاور مع حكومة السودان بشأن أي مبادرة، مبيناً أنه حتى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية إذا أرادوا المساعدة في قضية السلام في السودان ينبغي عليهم الحديث مع حكومة السودان، والاستماع لوجهة نظرها بشأن وقف الحرب وتحقيق السلام.

وفي آخر محاولات التوصل لاتفاق يوقف القتال بين الجانبين، أعلنت الحكومة السودانية يوم أمس الثلاثاء قبولها بشروط دعوة لحضور محادثات سلام برعاية الولايات المتحدة في جنيف. وأضافت وزارة الخارجية السودانية في بيان، أن السودان طلب عقد اجتماع مع الولايات المتحدة من أجل "التمهيد الجيد" لاستئناف مفاوضات السلام مع قوات "الدعم السريع"، واشترطت تنفيذ "إعلان جدة"، وفق الوكالة الرسمية.

ومنذ منتصف إبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع حربا؛ خلّفت نحو 18 ألفا و800 قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة. وفي 23 يوليو/ تموز الجاري، دعت الخارجية الأميركية، في بيان، طرفي الحرب إلى المشاركة في مفاوضات لوقف إطلاق النار تتوسط فيها واشنطن وتبدأ بسويسرا في 14 أغسطس/ آب المقبل.

وطلبت الحكومة السودانية، في ردها على هذه الدعوة، عقد اجتماع مع الإدارة الأميركية من أجل "التمهيد الجيد لمفاوضات السلام، بما يحقق الفائدة التي يتوقعها الشعب السوداني منها"، وفق وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا).

وفي السادس من مايو/ أيار 2023، بدأت الولايات المتحدة والسعودية وساطة في مدينة جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت في 11 من الشهر ذاته عن أول اتفاق لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية والامتناع عن الاستحواذ. كما جرى الإعلان، ضمن منبر جدة، عن أكثر من هدنة، لكن وقعت خلالها خروقات تبادل الطرفان اتهامات يشأن المسؤولية عنها؛ ما دفع واشنطن والرياض إلى تعليق المفاوضات.

المساهمون