حذر الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، في كلمة له، اليوم الخميس، قادة الاحتلال الإسرائيلي، داعياً إياهم إلى "التنبّه، فأي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى تفجير كل المنطقة، وعليكم التراجع عن تهديداتكم".
وفي وقتٍ لم يعلّق على إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ قواته أسقطت طائرة مسيّرة اجتازت الحدود من لبنان اليوم، حرص نصر الله على التأكيد أنّ "الصراع مع إسرائيل لم ينتهِ وهناك تهديد وأطماع ووعيد ووضعية هذا الكيان وقوته أو ضعفه لها تأثير مباشر على سلامة وأمن وأمان لبنان".
وتابع قائلاً: "لا إسرائيل كبرى أو عظمى اليوم وهي اليوم تختبئ خلف الجدران والحديد والنار"، مع الإشارة إلى أنّ أي بيان رسمي لم يصدر عن جهات رسمية لبنانية عسكرية حول المسيّرة.
ورأى نصر الله، في كلمته بذكرى تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي، في 25 مايو/ أيار 2000، أنّ "محور المقاومة صمد ولم يخضع للتسويات إن كانت المفاوضات أو الحروب التي شُنّت على دوله"، مشيراً إلى أنّ "العالم يسير باتجاه نظام متعدّد الأقطاب وهذا يقلق إسرائيل فهي من مصلحتها نظام عالمي تحكمه الولايات المتحدة الأميركية".
واعتبر نصر الله أنّ "التراجع والفشل الأميركي في المنطقة من الأمور التي تدعو قادة الاحتلال للقلق، بينما الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) لسورية والبيان الختامي والتأكيد على التحالف الاستراتيجي بين سورية (النظام السوري) وإيران يؤكد تماسك وثبات محور المقاومة".
واستعرض نصر الله قدرات "حزب الله" من الناحية النوعية، مضيفاً أنّ "الحرب الكبرى التي يهدّد بها الإسرائيلي ستضيق ساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين وأدّعي وجود تفوّق هائل وكبير في البعد الإنساني والبشري والكمّي والنوعي في الصراع مع العدو وهذا تحوّل كبير لمصلحة محور المقاومة على حساب العدو". وتحدّث عن "تحول في القدرات المادية العسكرية لدى قوى المقاومة من الصواريخ والمسيرات والأسلحة المتنوعة كمّاً ونوعاً وهي في تطوّر ومثال على ذلك ما لدينا في لبنان".
وتابع نصر الله أنّ "من جملة التحوّلات التي ثبتت في الفترة الماضية هي الاحتضان الشعبي والقدرة على التحمّل في محور المقاومة والاختلال في التوازن يكمن في الجبهة الداخلية لدى العدو حيث هناك مجتمع غير مستعدّ لتقديم التضحيات"، لافتاً إلى أنّ "الجبهة الداخلية للعدو ضعيفة ومستعدّة دائماً للهرب وهذا مؤشر مهمّ جداً في التحوّلات". وأشار إلى أنّ هناك "قلقاً وجودياً وعلى المستقبل في مجتمع كيان العدو وكثر يبحثون عن بدائل مثل جنسيات أخرى".
في الملف اللبناني، دعا نصر الله اللبنانيين إلى عدم التفريط بمعادلة "الجيش والشعب والمقاومة" باعتبارها "مظلة حماية حقيقية واقعية للبلد،" مشدداً على أن "لا مجال أمام اللبنانيين إلا للعودة إلى الحوار والتعاون والتلاقي".
وفي ما يتعلق بملف الشغور الرئاسي، اعتبر نصر الله أنّ المطلوب مزيد من النشاط والاتصالات والحوار، مكرراً: "لسنا في قطيعة مع أحد، ونقول دائماً لكل الأصدقاء وغير الأصدقاء تعالوا للنقاش في الخيارات الرئاسية بلا شروط مسبقة، إلغائية".
واعتبر أنّ المعطيات الإقليمية وما يجري في المنطقة "أمور تدعو إلى التفاؤل، وننتظر في الأيام القليلة المقبلة إذ قد يكون هناك ما يدعو للتفاؤل والتواصل لإنجاز هذا الملف" في إشارة إلى قرار استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية.
هذا وتطرّق نصر الله إلى ملف حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، ومذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه، قائلاً: "إننا في حزب الله أمام خيارين الأول تنحي الحاكم أو استقالته من تلقاء نفسه، والثاني أن يتحمّل القضاء مسؤوليته، لأننا في ظلّ حكومة تصريف أعمال، وهي لا تملك صلاحية عزله دستورياً ولا تعيين البديل".
ومن أبرز الرافضين لإقالة سلامة رغم خطورة استمراره في منصبه حتى يوليو/ تموز المقبل، على النظام النقدي والاقتصادي وعلاقات لبنان مع الخارج، مالياً، هم وزراء وشخصيات من محور "حزب الله" وحلفائه، وقد قرّرت السلطات اللبنانية ترك الملف بيد القضاء، رغم أنه بمعظم قضاته محسوب على جهات سياسية في المنظومة، ويُتّهم إلى جانب الأجهزة الأمنية بحماية حاكم البنك المركزي.