أطلّ أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، مساء الأربعاء، بمظهر المُنتصِر بوجه الحصار والضغوطات وحملات تخويف الناس والتهديد والتهويل الخارجية وأدواتها الداخلية، التي حيكت ضدّه، مفنداً نتائج الانتخابات النيابية، مقرّاً بأن لا أكثرية في تركيبة 2022 النيابية، فاتحاً يديه إلى الشراكة والتعاون لمعالجة الأزمات، معرجاً على أدوار سعودية أميركية انتخابية.
واعتبر نصر الله أن الحضور الكبير في مهرجانات الحزب الثلاثة التي سبقت الانتخابات والحماسة للاقتراع والنتائج الكبيرة التي تم الحصول عليها تعطي رسالة واضحة وقوية حول التمسّك بالمقاومة وسلاحها، وبالمعادلة الذهبية "الجيش الشعب والمقاومة"، وبالدولة القادرة والعادلة والإصلاحات والسلم الأهلي والشراكة والتعاون وأولوية معالجة الأزمات.
وتوجّه أمين عام حزب الله إلى جمهوره بالقول "لقد أمّنتم شبكة الأمان السياسية والشعبية والنيابية المطلوبة للمقاومة وسلاحها في مقابل الاستهداف المعلن والواضح الذي تعرّضت له".
وأكد نصر الله أن كتلة "حزب الله" لم تتراجع بل زادت وأصبحت تضم 15 نائباً عدا عن الحلفاء رغم الرهان على تراجع شعبيته، معتبراً أن ما حصل انتصار كبير بالنظر إلى ظروف المعركة التي خيضت ضدّه منذ سنوات، والجهات التي تخوضها، وما أنفق عليها من ملايين الدولارات.
وتابع معتبراً أن النقطة الأساسية في قراءة التركيبة الحالية هي أن لا فريقَ سياسياً في البلد يمكن أن يدعي حيازته الأكثرية النيابية، وأن على الجميع تحمل المسؤولية وعدم التذرّع بأنه أقلية.
وشدد نصر الله على ضرورة إعطاء أولوية للملفات التي كانت قبل الانتخابات والتي هي موضع اهتمام الناس وآلامهم ومعاناتهم، بالعمل على قاعدة شراكة وتعاون، وأن البديل هو الفوضى والفراغ والإقصاء والفشل.
النقطة الأساسية في قراءة التركيبة الحالية هي أن لا فريق سياسياً في البلد يمكن أن يدعي حيازته الأكثرية النيابية، وأن على الجميع تحمل المسؤولية وعدم التذرّع بأنه أقلية
ولفت نصر الله إلى أن لبنان شهد في الأعوام الثلاثة الماضية أكبر عملية سرقة ونهب في تاريخه من قبل الإدارة الأميركية وجماعتها في الداخل، وتتمثل بسرقة أموال المودعين من قبل أغلب المصارف، ما أدى إلى إلحاق الأذى والجوع بمئات آلاف العائلات اللبنانية.
ولكن الحزب توافق على ترشيح مروان خير الدين، أبرز الوجوه المصرفية المسؤولة عن احتجاز ودائع الناس وتهريب ملايين الدولارات للخارج، وتمكنت المجموعات المدنية من إسقاطه.
وأشار نصر الله إلى أكاذيب عدّة تكشّفت، منها اتهامه وحلفائه بتعطيل الانتخابات، لكن الانتخابات حصلت وفي موعدها.
أما الكذبة الثانية بحسب نصر الله فهي قيام الانتخابات بظل السلاح، وهي التي سقطت برأيه في 2005 و2009 حين حصلت الانتخابات وحاز الفريق الآخر على الأكثرية النيابية، في ظل وجود السلاح.
وعن ما سماها "كذبة الاحتلال والتدخل الإيراني" لجأ إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، والدور الأميركي في لبنان، وجولات السفيرة الأميركية، دوروثي شيا، على صناديق الاقتراع وتشكيل السفارة الأميركية اللوائح ودفع مئات ملايين الدولارات. أما السفير السعودي في لبنان فكان "أنشط ماكينة انتخابية".ثم تساءل: "هل رأيتم السفير الإيراني في هذا المشهد؟".
ونفي نصر الله أن يكون عدد النواب معبراً عن الإرادة الشعبية الحقيقية في ظل النظام الانتخابي الحالي.
ووجه نصر الله رسالة إلى رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة من دون أن يسمّيه، مشيراً إلى الأصوات التي حصدها فقط في البقاع والجنوب الثالثة والثانية ولا تتخطى النصف مليون صوت، فيقول "لا أعرف كم صوتاً نلت وتخرج لتتحدث باسم الشعب اللبناني". مع أن "حزب الله" و"أمل" تلقيا ضربة موجعة في الجنوب الثالثة بخرق أحدثته القوى التغييرية بمقعدين نيابيين كانا يهيمنان عليهما لأكثر من ثلاثين عاماً.
ودعت كتلة الوفاء للمقاومة (تمثل حزب الله برلمانياً) ، اليوم الأربعاء، في أول جلسة بعد الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات، كل القوى والتيارات والجهات السياسية المتنافسة إلى وقف السجالات الانتخابية والتوجّه فوراً نحو مباشرة الاهتمام العملي للنهوض بالوضع البائس للمواطنين والمتردي للدولة ومؤسساتها، مع العلم أن رئيس الكتلة النائب محمد رعد كان أطلق موقفاً إبان الانتخابات فيه الكثير من التهديد والتحذير لمن لا يريدون حكومة وحدة وطنية، في رسالة مباشرة إلى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.
وأعلنت الكتلة، في بيان، أنها باتت تضم خمسة عشر نائباً، فيهم أربعة نواب جدد: رائد برو عن المقعد الشيعي في جبيل كسروان، رامي أبو حمدان عن المقعد الشيعي في زحلة، ملحم الحجيري عن المقعد السني في بعلبك، وينال الصلح عن المقعد السني في بعلبك الهرمل.