يتجه الجيش التركي الموجود في منطقة "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي، حالياً، إلى إنشاء نقاط عسكرية جديدة تفصل مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا بريف حلب الشمالي والشرقي، عن مناطق سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في منطقة إدلب، شمال غربي سورية.
ولفتت مصادر عسكرية عاملة في "الجيش الوطني السوري"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن القوات التركية سوف تنشئ نقطتين عسكريتين؛ الأولى عند معبر دير بلوط بريف حلب الشمالي، والثانية عند معبر الغزاوية القريب من دارة عزة بريف حلب الغربي، الفاصلين بين مناطق سيطرة "الجيش الوطني" و"هيئة تحرير الشام"، مؤكدةً أن الهدف من النقاط العسكرية الجديدة هو منع تقدم "هيئة تحرير الشام" مرة أخرى إلى مناطق "الجيش الوطني".
وأوضحت المصادر أن النقطتين التركيتين هدفهما تفتيش وتدقيق أسماء المارة لمنع دخول عناصر "تحرير الشام" بلباس فصائل أخرى إلى "غصن الزيتون"، لتجنب وقوع تجاوزات أمنية وعسكرية خلال الفترة القادمة في المنطقة.
وأشارت في السياق إلى أن الجيش التركي سيّر، ليل أمس الخميس، عدة دوريات في مدينة عفرين ومنطقة غصن الزيتون بريف حلب الشمالي، على الحواجز التابعة لـ"الشرطة العسكرية" وباقي الحواجز التابعة لفصائل "الجيش الوطني"، للتأكد من هوية العناصر الموجودين على الحواجز، مبينة أن الجيش التركي طرد عدة عناصر يتبعون لـ"تحرير الشام" كانوا يرتدون لباس الشرطة العسكرية على حاجز بلدة جنديرس القريبة من مدينة عفرين شمالي حلب.
ولا تزال "تحرير الشام" تُبقي على بعض المجموعات الأمنية والعسكرية ضمن الفصائل التي ساندتها في القتال ضد "الفيلق الثالث"، مثل "فرقة سليمان شاه" و"فرقة الحمزة" و"حركة أحرار الشام"، بالتزامن مع انتهاء المهلة التي أعطاها الجيش التركي، صباح أمس الخميس، للهيئة بالانسحاب من مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" بشكلٍ كامل، من دون أي شروط، في ظل السعي لمشروع جديد يجمع فصائل المعارضة السورية في ريف حلب تحت قيادة عسكرية واحدة.
في غضون ذلك، تستأنف "الشرطة العسكرية" بالاشتراك مع "الفيلق الثالث"، اليوم الجمعة، التحقيقات باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف، المعروف باسم "أبو غنوم"، وزوجته، بعد تعافي أحد عناصر الخلية المتورطين بالعملية، عقب إصابته في العاشر من أكتوبر/تشرين الثاني الحالي، أثناء ملاحقته مع باقي أفراد الخلية المكونة من خمسة أشخاص ومراقبتهم مدة ثلاثة أيام عبر كاميرات المراقبة في مدينة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" شرقي محافظة حلب. ويتبع عناصر الخلية لـ"فرقة الحمزة" التي ساندتها "هيئة تحرير الشام" و"فرقة سليمان شاه" و"حركة أحرار الشام" في القتال ضد "الفيلق الثالث".
وكان مسلحون يستقلون سيارة قد اغتالوا، في السابع من أكتوبر الحالي، الناشط محمد عبد اللطيف "أبو غنوم" وزوجته الحامل، إثر استهدافهما بعدة طلقات نارية بالقرب من دوار الفرن داخل مدينة الباب، شرقي محافظة حلب (شمالاً)، الأمر الذي أدى إلى عصيان مدني وإضراب عام في المدينة احتجاجاً على الفلتان الأمني المتردي، وعلى أثرها، عملت فصائل "الفيلق الثالث" على متابعة القضية وكشف الأشخاص المتورطين بعملية الاغتيال، ما تسبب باقتتال بين "الفيلق الثالث" و"فرقة الحمزة" وتدخل من "تحرير الشام" وبعض فصائل "الجيش الوطني" إلى جانب "فرقة الحمزة" في القتال ضد الفيلق، ووقوع اشتباكات دامية استمرت عدة أيام، أدت إلى مقتل 8 مدنيين بينهم امرأتان وطفلان، وإصابة 47 آخرين بينهم 11 طفلا و7 نساء.
مقتل قيادي في "داعش" كان يخطط مع النظام لاغتيال معارضين في درعا
وفي جنوب سورية، عثر أهالي مدينة جاسم بريف محافظة درعا الشمالي على جثة القيادي في تنظيم "داعش" رامي فالح الصلخدي، مقتولاً ومرمياً في الساحة العامة داخل المدينة، فيما أكدت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ الصلخدي كان على تنسيق وتخطيط مباشر مع فرع "الأمن العسكري" التابع للنظام السوري، لاغتيال قادة وشبان معارضين للنظام في المدينة.
وأكد الناشط أبو البراء الحوراني، في حديث لـ"العربي الجديد"، العثور على جثة الصلخدي، ليل أمس الخميس، في الساحة العامة بمدينة جاسم بريف درعا الشمالي، مؤكداً أنه أُلقي القبض عليه، الإثنين الماضي، من قبل مجموعات محلية مُسلحة من أبناء مدينة جاسم أثناء الحملة الأمنية التي نفذوها ضد خلايا تنظيم "داعش" في المدينة.
ولفت الحوراني إلى أنّ الصلخدي هو شقيق زوجة القيادي في تنظيم "داعش" عبد الرحمن العراقي، الذي قُتل قبل عدة أيام في مدينة جاسم على يد المجموعات المحلية، مُشيراً إلى أنه "تم أخيراً اكتشاف أنّ لدى رامي الصلخدي تواصلاً وثيقاً مع العميد لؤي العلي، مسؤول شعبة الأمن العسكري التابعة للنظام في المنطقة"، مبيّناً أنّ "ذلك يدل على ارتباط خلايا التنظيم المنتشرة في المدينة بشكلٍ مباشر مع فرع الأمن العسكري التابع للنظام".
ولفت الحوراني إلى أن عدد قتلى خلايا تنظيم "داعش" في مدينة جاسم، شمالي محافظة درعا، تجاوز العشرة منذ بداية الحملة السبت الماضي وحتى اليوم الجمعة، بالإضافة إلى أسر عنصرين من خلايا التنظيم على يد المجموعات المحلية من أبناء المدينة.
وأضاف الحوراني أن مدينة جاسم تشهد، اليوم الجمعة، هدوءاً نسبياً، وسط ترقب حذر من قبل المجموعات المحلية وأهالي المدينة، لا سيما أنّ حشود قوات النظام العسكرية لا تزال منتشرة على أطرافها.
ولم تشارك قوات النظام في العملية ضد خلايا تنظيم "داعش" بمدينة جاسم مطلقاً، بل ساندت خلايا التنظيم من خلال القصف المدفعي الذي استهدف أطراف المدينة خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى قطع التيار الكهربائي والخبز عنها.