وضعت الحرب على غزة مصير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المحك، فمن جانب، يطالب كثير من الإسرائيليين برحيله، ومن جانب آخر ليس من الصعب استنتاج الرغبة الدولية في رحيله أيضا لمعارضته قيام دولة فلسطينية، لكن ولاية الرجل البالغ من العمر 74 عاما تنتهي في 2026، ولا توجد آلية واضحة لإجراء انتخابات مبكرة تطيح به.
إلا أن صحيفة "نيويورك تايمز" ترى في تقرير لها 4 مسارات يحتمل أن تؤدي للإطاحة بنتنياهو دون انتظار 2026.
المسار الأول: انهيار ائتلافه
تقول الصحيفة إن أبسط طريق للإطاحة بنتنياهو هو أن ينهار ائتلافه، ففي حين يحكم هذا الائتلاف بـ64 مقعدًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، من شأن انشقاق خمسة أعضاء فقط أن يُسقط الحكومة، ويفرض إجراء انتخابات في غضون ثلاثة أشهر.
وتوضح الصحيفة إنه "إذا ترك الوزيران المتطرفان بتسلئيل سموتريش وإيتمار بن غفير الحكومة، وهو احتمال قوي إذا وافق نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يمكن لحزب معارضة آخر بقيادة يائير لبيد أن يتدخل مؤقتًا لإنقاذ صفقة الرهائن، ولكن لا لمنع إجراء انتخابات مبكرة".
وأشارت الصحيفة إلى أنه قد يقرر سموتريتش أو بن غفير التخلي عن نتنياهو من أجل فرض انتخابات، وخوضها كقادة للأحزاب التي من شأنها أن تسمح للاستيطان الإسرائيلي بالاستمرار وعرقلة أي جهد لإنشاء دولة فلسطين المستقلة، مضيفة: "هدفهم في هذا السيناريو هو كسب العديد من ناخبي الليكود اليمينيين الذين يشعرون بالاشمئزاز من نتنياهو وحزبه بسبب إخفاقاتهم في 7 أكتوبر".
المسار الثاني: "انعدام الثقة البناءة"
أما المسار الثاني والأكثر تعقيدا بحسب الصحيفة، فيتلخص في التصويت على "حجب الثقة البناء". وحول هذا الخيار، قال أمنون أبراموفيتش، المحلل السياسي في القناة 12 الإسرائيلية إن "خمسة مشرعين على الأقل من حزب الليكود الحاكم سيتعين عليهم الانفصال عن الحكومة الحالية واتخاذ قرار بشأن بديل لنتنياهو من داخل حزبهم. ثم الحصول على موافقة أغلبية المشرعين على اختيارهم. الهدف من هذه الآلية هو إسقاط الحكومة بينما يتم تنصيب أخرى بأقل قدر من التعطيل".
لكن هذا الخيار يواجه معضلات تتمثل في الانشقاقات بين سياسيي حزب الليكود ونجاح نتنياهو في تأليب المنافسين ضد بعضهم البعض وتهديدهم أحيانًا على أساس ملفات محفوظة بعناية، بالموت السياسي إذا تحركوا ضده، حسب الصحيفة.
المسار الثالث: خروج المعارضة من حكومة الوحدة
يمكن للوزيرين في مجلس الحرب بني غانتس وغادي آيزنكوت، أن ينسحبا من حكومة الوحدة في زمن الحرب في محاولة لقيادة حركة لإجراء انتخابات مبكرة. ولكن بما أن كلاً منهما يفتقر إلى الأغلبية، فلن يتمكن أي منهما من إسقاط حكومة نتنياهو بمفرده، حسب الصحيفة.
ويعتبر غانتس، وهو السياسي الأكثر شعبية في إسرائيل حاليا، حسب الصحيفة، الأكثر تضاربا بشأن ما إذا كان سيترك الحكومة ومتى، في حين كان آيزنكوت، عضو حزب غانتس، أكثر صراحة في انتقاداته، لنتنياهو خلال الحرب.
المسار الرابع: الاحتجاج المدني
أما المسار الرابع، الذي يعتبره البعض الأكثر ترجيحًا، فيتمثل في تجديد قوي للتظاهرات المناهضة لنتنياهو التي قسمت إسرائيل لمدة تسعة أشهر تقريبًا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقالت الصحيفة: "لقد خلقت الحرب شكلاً من أشكال الوحدة، لكنها بدأت تتصدع بالفعل بشأن القضايا المتعلقة بالحرب، مثل الرهائن وكيفية إنهاء الحرب وماذا نفعل بشأن غزة والفلسطينيين عندما يتوقف القتال".
وقال ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في مؤسسة بروكينغز للصحيفة، إن التظاهرات التي تتجاوز اليسار السياسي وتدمج القلق بشأن الرهائن مع الغضب من إخفاقات 7 أكتوبر "يمكن أن تمارس ضغطًا حقيقيًا على الائتلاف لإجراء انتخابات في وقت ما في عام 2024".
من جانب آخر، وفقا للصحيفة، يشير المسؤولون الأميركيون إلى أن المواجهة المباشرة مع نتنياهو بشأن حل الدولتين، من المرجح أن تؤدي إلى نتائج عكسية، مما يدعم حملته داخل الليكود والبلاد ككل باعتباره الحاجز الذي لا غنى عنه أمام الدولة الفلسطينية.