توقع تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، صباح اليوم الأحد، أن يكون استهداف الناقلة "كامبو سكوير" التي ترفع علم ليبيريا وتتبع لشركة يديرها شخص إسرائيلي في بحر العرب، الجمعة الماضي، جزءاً من الحرب البحرية الإيرانية الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، باتت هذه الحرب علنية، ويبدو أن استهداف السفينة كان رداً على التفجير الذي وقع أواخر الشهر الماضي في مدينة أصفهان الإيرانية.
وكانت وسائل إعلام إيرانية رسمية قد قالت، في وقت سابق، إنه ثبت "تورط" إسرائيل في الهجوم الذي استهدف منشأة عسكرية في أصفهان بطائرة مسيّرة، مضيفةً أن قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض على "عناصر رئيسيين" في الهجوم.
وقالت وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية الرسمية، إنه "تمّ تحديد واعتقال الجناة الرئيسيين في المحاولة الفاشلة لتخريب مركز صناعي تابع لوزارة الدفاع في أصفهان (...) حتى الآن ثبت تورط مرتزقة النظام الصهيوني (إسرائيل) في هذا العمل". فيما أوضحت أجهزة الأمن الإيرانية في بيان، أنه "بسبب الاستجوابات الجارية للمتهمين المحتجزين، ستُنشر معلومات إضافية في الوقت المناسب".
وتعليقاً على ما جرى، يقول محلل الشؤون الأمنية في الصحيفة الإسرائيلية، عاموس هرئيل، إن إيران حرصت على الرد على هجوم أصفهان، وهذا ما يعلل على ما يبدو استهداف الناقلة التي تعود ملكيتها جزئياً لرجل الأعمال الإسرائيلي أيال عوفر، مؤكداً أن تفاصيل الهجوم وما وقع من ضرر أكدته أيضاً مصادر أمنية إسرائيلية.
واستذكر هرئيل حرب السفن بين إسرائيل وإيران في السنوات الثلاث الأخيرة، عندما هاجمت إسرائيل بشكل منهجي سفناً إيرانية في البحر الأحمر، وحتى في عرض البحر المتوسط، بحجة أنها نقلت النفط لنظام الأسد، واستُخدِم المردود المالي من بيع هذا النفط لتسليح حزب الله، بحسب الادعاء الإسرائيلي.
وقد ردت إيران حينها بعد سلسلة هجمات إسرائيلية على سفنهم، بإطلاق عدة هجمات بطائرات مسيرة، وأطلقت صواريخ استهدفت سفناً تابعة لرجال أعمال إسرائيليين في الخليج.
ولفت هرئيل إلى أنه بعد فترة من توقف التقارير عن استهدافات إيرانية، عادت إيران على ما يبدو إلى هذه الحرب، باعتبارها أسلوباً يمكّنها من الرد على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدفها في منطقة مريحة بالنسبة إليها، على الرغم من أن هذه السفن مرتبطة بإسرائيل بشكل غير مباشر.
وكانت إيران قد حمّلت، في وقت سابق، إسرائيل مسؤولية الهجوم. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، قال أمير سعيد إيرواني، مبعوث طهران لدى المنظمة الدولية، إن التحقيقات الأولية تشير إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجوم.
وأضاف إيرواني في الرسالة، أن "إيران تحتفظ بالحق في رد حازم في الوقت والطريقة التي تشعر بأنها ضرورية"، وأن "هذا الفعل الذي ارتكبته إسرائيل يتعارض مع القانون الدولي"، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.