تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، عن أن وزير المالية والوزير في وزارة الأمن بتسلئيل سموتريتش استعرض في لقاء عقده مع قادة المستوطنات الإسرائيلية في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، خطته لشرعنة البؤر الاستيطانية التي أقيمت بمبادرة من عصابات "فتية التلال" من المستوطنين أنفسهم، بدون مصادقة من دولة الاحتلال، وعلى أراضٍ فلسطينية خاصة.
وقالت الصحيفة إن سموتريتش أوضح أمام قادة المستوطنين، أن خطته تقوم على تأسيس "مديرية الاستيطان" والتي ستحلّ خلال عامين محل "الإدارة المدنية"، الذراع التنفيذية للاحتلال، المسؤولة عن النواحي المدنية لحياة المستوطنين في الضفة الغربية من جهة، وعن كل عمليات وتصاريح البناء والتطور العمراني للفلسطينيين في الضفة الغربية من جهة أخرى، ولا سيما في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة للاحتلال، بموجب اتفاقية أوسلو.
وبحسب التقرير، فإن سموتريتش أبلغ قادة المستوطنين أنه يعتزم شرعنة كل البؤر الاستيطانية القائمة حالياً، وأنه يعمل بالتنسيق الكامل مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وعلى المستوطنين الامتناع حالياً عن إقامة بؤر جديدة.
ووفقاً لسموتريتش، فإنه مع تشكيل "مديرية الاستيطان"، سيتم توزيع كلّ الصلاحيات "المدنية" الخاصة بالتنظيم والبناء والخدمات اليومية على الوزارات ذات الاختصاص، وهو ما يعني عملياً ضماً فعلياً للمستوطنات الإسرائيلية وأراضي الضفة الغربية في المناطق "سي" لدولة الاحتلال بشكل مدني، دون أي إعلان أو خطوات رسمية لهذا الضم الفعلي. ويعتزم سموتريتش استبدال الموظفين الحاليين في الإدارة المدنية، وهم حالياً من ضباط الجيش، بـ"موظفين مدنيين".
وبيّن التقرير أن عملية شرعنة البؤر الاستيطانية ستتم من خلال وزارة الاستيطان التي تتولاها الوزيرة أوريت ستروك من جهة، ومن خلال وزارة النقب والجليل "المناعة القومية" من جهة أخرى، والتي يقف على رأسها أيضاً وزير من حزب "الصهيونية الدينية" يتسحاق فاسيرلاوف، الذي أعلن تأسيس قسم للاستيطان الشاب، أمس الأحد، تشرف عليه مديرية التخطيط والتطوير الزراعي، ووظيفتها تأسيس البنى التحتية للمستوطنات غير الشرعية التي يطلق عليها المستوطنون مسمّى "الاستيطان الشاب" لأن من يقومون بتأسيس هذه المستوطنات هم "فتية التلال".
ولفت التقرير إلى أن المستوطنين طالبوا سموتريتش أيضاً بحلّ أزمة "السير" في طرقات الضفة الغربية، وخصوصاً عند المعابر الرئيسية مع الخط الأخضر، وأن سموتريتش أعلن عزمه توسيع الطريق الرئيسي العابر للضفة الغربية، والذي يقطعها من شمال الضفة الغربية في جنين وحتى جنوبها، والمعروف بطريق 60.