استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل العراقية والدعوات لإنهاء الوجود الأميركي**: مليشيا كتائب حزب الله حذرت الكويت ودعت الحكومة العراقية لإنهاء الوجود الأميركي، فيما أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اتخاذ إجراءات قانونية ضد الاعتداء.
- **تجدد المطالبات بخروج القوات الأميركية**: زعيم تحالف الفتح، هادي العامري، دعا لاتخاذ موقف حازم بشأن رحيل القوات الأميركية، والفصائل المسلحة تنتظر نتائج الحوار بين بغداد وواشنطن.
أفادت مصادر عراقية بأنّ الهجوم الأميركي الذي استهدف، ليل أمس الثلاثاء، مقراً لقوات الحشد الشعبي جنوب بغداد، وضع الهدنة بين الفصائل العراقية وواشنطن التي مضى عليها أكثر من 6 أشهر، على المحك، مؤكدة أن قيادات تلك الفصائل ستبحث في اجتماع مرتقب كيفية الرد على تلك الهجمات، في وقت أكدت فيه مصادر عراقية أنّ "الحكومة محرجة وقد لا تستطيع ضبط الفصائل".
وقُتل أربعة أشخاص على الأقل في العراق، أمس الثلاثاء، نتيجة غارات جوية نفذها الجيش الأميركي على قاعدة لقوات الحشد الشعبي في منطقة جرف الصخر بمحافظة بابل، جنوب بغداد. وأفاد مسؤول دفاعي أميركي بأنّ الضربة كانت "دفاعية" ضد "مقاتلين" في العراق حاولوا إطلاق مُسيّرات تهدّد القوّات الأميركيّة والقوّات المتحالفة معها في المنطقة، فيما أكدت قيادة الحشد الشعبي أنّ المقر المستهدف "تابع للواء 47 في الهيئة، وقد تعرض لثلاث ضربات جوية من قبل طيران أميركي مسيّر"، موضحة في بيان أنّ "القصف أسفر عن سقوط أربع ضحايا، وهم كل من أحمد نجم عبد الزهرة (أبو حسن)، حسين كريم كاظم الدراجي، حيدر حسن حسين السعدي، علي صادق عمران الموسوي". وأضافت أن "القوات الأميركية لا تزال مصرة على نهجها المعادي لأبناء الحشد الشعبي، إذ استهدف طيرانها المسير ثلة من المجاهدين التقنيين أثناء تأدية واجبهم الوطني والأخلاقي في حماية أرض الحسين وتأمين زوار أربعينيته".
كتائب حزب الله تحذر الكويت
من جهتها، حذرت مليشيا كتائب حزب الله العراقية، دولة الكويت مما أسمته "الاستمرار في جعل أراضيها منطلقاً للنهج الإجرامي الأميركي تجاه بلادنا". وذكر بيان للكتائب، صدر صباح اليوم الأربعاء، أن "العدو الأميركي شنّ عدواناً غادراً بطيرانه المسير منطلقا من قاعدة علي السالم في الكويت، ليستهدف مجموعة من خبراء المسيرات كانوا يرومون تنفيذ تجارب تقنية جديدة لرفع كفاءة مستوى الطائرات المسيرة الاستطلاعية"، وفقاً لما زعم البيان.
ودعا البيان الحكومة العراقية إلى "العمل الجاد لإنهاء وجود قوات الاحتلال الأميركي، كما حث نواب الشعب على أن يكون لهم موقف واضح يعمل على إخراج الأميركيين من البلاد"، مشدداً على أنّ "المقاومة الإسلامية كتائب حزب الله كانت وما زالت على العهد في الدفاع عن المستضعفين والوفاء لدماء الشهداء، وستتخذ القرار المناسب بعد التشاور مع إخوتها في تنسيقية المقاومة العراقية".
القوات المسلحة: سنتخذ إجراءات قانونية تجاه قصف مقر الحشد الشعبي
من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء قوات خاصة يحيى رسول، اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الاعتداء السافر على مواقع أمنية في بابل. وقال رسول، اليوم الأربعاء، في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية "واع": إنه "على الرغم من كل الجهود عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، والجهود المبذولة من اللجان الفنية العسكرية العليا، والتوصّل إلى مراحل متقدمة من إنهاء ملف وجود وعمل قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش بالعراق، والتحوّل إلى علاقة أمنية ثنائية مبنية على الاحترام المتبادل وتأكيد سيادة العراق وأمنه، فإن قوات التحالف الدولي أقدمت على جريمة نكراء واعتداءٍ سافر".
وأوضح أنّ "قوات التحالف الدولي استهدفت، وبطائرات مقاتلة قادمة من خلف الحدود، مواقعَ عراقية تابعة للأجهزة الأمنية شمال محافظة بابل، دون أي مبرر لهذا الفعل العدواني المتهوّر غير المسؤول". وأشار إلى أنّ "التحالف الدولي موجود ويعمل في العراق ضمن تفويض محدد، ولمهمة محددة وعدو مشترك متفق عليه، وأنّ هذه الاستهدافات تمثل خرقاً خطيراً لهذه المهمة والتفويض"، مؤكداً أن "العراق سيتخذ الإجراءات القانونية والدبلوماسية المناسبة لحفظ حقوقه، وكل ما من شأنه أن يؤكد أمنه وسيادته على أراضيه وحمايتها، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء".
اجتماع مرتقب لقيادات الفصائل لبحث الرد
في غضون ذلك، أكد مصدر قريب من الفصائل، أنّ "قيادات الفصائل ستعقد اجتماعاً لبحث كيفية الرد على الهجوم"، وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ "قيادات الفصائل دعت أمس الى اجتماع لبحث الملف، وإن الاجتماع قد يعقد اليوم أو غداً"، مبيناً أنّ "الاجتماع قد ينتج عنه قرار بشأن الهدنة مع واشنطن وإمكانية إنهائها، خاصة أن أطرافاً في المقاومة الإسلامية بالعراق تضغط بهذا الاتجاه". وأشار إلى أن "الموقف محرج بالنسبة للحكومة، وأنها لا تريد إنهاء الهدنة في وقت تواصل فيه الحوار مع واشنطن بشأن وجود قوات التحالف الدولي"، مشدداً على أن "الموقف معقد للغاية، وأن الحكومة قد لا تستطيع هذه المرة ضبط الفصائل بعد الهجوم الأميركي".
تجدد المطالبات بخروج فوري للقوات الأميركية من العراق
بدوره، دعا زعيم تحالف الفتح، ضمن "الإطار التنسيقي" الحاكم في البلاد، هادي العامري، الحكومة العراقية، لاتخاذ موقف برحيل فوري للقوات الأميركية عن بلاده. وقال في بيان، "ندين وبشدة العدوانَ الأميركي الآثم على قواتنا الأمنية العراقية من أبناء الحشد الشعبي في منطقة جرف النصر، وأن تزامن هذا الاعتداء مع العدوان الصهيوني على بيروت، إنما يؤكد وحدة المنهج العدواني، وحجم التنسيق الواسع بين أطرافه، وحقيقة الدور الأميركي الذي لم يكتفِ بالدعم الشامل للصهاينة، بل تعداه للمشاركة الفعلية المباشرة في الحرب على غزة وجنوب لبنان وسائر الجبهات الأخرى".
وشدد على أن "ذلك يدعونا وأكثر من أي وقت مضى، لمطالبة الحكومة العراقية باتخاذ الخطوات اللازمة والسريعة من أجل رحيل فوري للوجود العسكري الأميركي غير الشرعي من العراق، حماية لحياة العراقيين، وصونا لسيادة البلد واستقلاليته".
أما النائب عن كتلة "الصادقون" البرلمانية، الممثلة لجماعة "العصائب"، فالح الخزعلي، فقال في تدوينة له على منصة إكس، إن "الوجود العسكري السيء لأميركا في العراق لن ينتهي بشراكة ولا باتفاقية، يجب أن يخرجوا بقوة الشعب وإرادته من خلال مقاومته.. نصرة أميركا للصهاينة باستهدافهم الحشد الشعبي يحتاج موقفاً مشرفاً من الحكومة والقوى السياسية التي بعض منها تثق بأميركا".
ومنذ مطلع فبراير/ شباط الماضي، دخلت فصائل المقاومة العراقية هدنة مع الجانب الأميركي على أثر اغتيالها القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي، ولم تنفذ الفصائل أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد، منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان. وكانت حركة النجباء العراقية قد أكدت في حينها أن ضغوطاً "مجتمعية وسياسية ودينية"، دفعت باتجاه ما أسمتها بـ"التهدئة" مع واشنطن، لإفساح المجال "أمام الحكومة العراقية لتأخذ بزمام المبادرة باتجاه وضع حلول لإنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد".
وتنتظر قيادات الفصائل المسلحة نتائج الحوار بين بغداد وواشنطن، وكان الطرفان قد أكدا عقب اجتماع لهما في واشنطن الأسبوع الفائت التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية، وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته وفي استقرار المنطقة، من دون اتخاذ أي قرار بشأن وجود التحالف الدولي بالعراق.