كشفت إذاعة "كان 11" الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، عن مساعي رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، إقامة حكومة وحدة وطنية واسعة، بُعيد الانتخابات البرلمانية العامة التي تُجرى في نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وبحسب الإذاعة، أجرى هرتسوغ في الأسابيع الأخيرة سلسلة محادثات مغلقة مع أعضاء الكنيست من معسكر اليمين بقيادة زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق، بنيامين نتنياهو، ومعسكر وسط يسار بقيادة رئيس الوزراء الحالي يئير لبيد، وأعرب خلالها عن رغبته في العمل على وقف تدهور الجهاز السياسي في إسرائيل ومنع التوجه لانتخابات سادسة، مشدداً على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة للخروج من المأزق السياسي.
ولفتت "كان 11" إلى أن هرتسوغ أوضح خلال المحادثات أن الحل الوحيد لإرساء الاستقرار السياسي يكمن في إقامة حكومة وحدة وطنية واسعة قدر الإمكان، يكون جُلّ همها خدمة المواطن وتحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، على اعتبار أن الانتخابات المعادة سببت أزمات في مناحي الحياة المختلفة.
ونقلت الإذاعة عن أعضاء كنيست شاركوا في المحادثات أن هرتسوغ قال لهم: "أنوي التشمير عن سواعدي بعد الانتخابات والعمل بكل جد على إقامة حكومة وحدة واسعة قدر الإمكان".
وأشارت إلى أن هرتسوغ سيأخذ دوراً فاعلاً بعد الانتخابات في عملية استقرار الحكم في تل أبيب. بالمقابل، لم تنفِ عناصر في محيط هرتسوغ المعلومات، وقالت إنه لا يوجد أي رغبة لديه في التدخل بالانتخابات والتأثير فيها، ولكنه يرغب بعد الانتخابات في المساعدة على إقامة حكومة ثابتة ومستقرة. وعقبت تلك الأوساط بالقول: "لا يرغب الرئيس في التدخل في الانتخابات أو الانشغال في تركيبة الحكومة وهوية رئيسها. لم يخفِ الرئيس في العام الأخير رأيه في أهمية استقرار الحكم في مواجهة التحديات الكبيرة".
وتعتبر مساعي هرتسوغ صفعة للأحزاب العربية (القائمة العربية الموحدة وتحالف الجبهة والتغيير)، ولا سيما بعد تصريحات قياداتها بأنها تأتي إلى الكنيست للتأثير، لا لمقاطعة أحد، وللمشاركة في لعبة المعسكرات الإسرائيلية، وفي اعتزامها التوصية بلبيد رئيساً للحكومة لمنع نتنياهو من العودة إلى سدة الحكم.
ونشرت أمس هيئة البث الإسرائيلي، استطلاع رأي، أجرته بعد تقديم لوائح المرشحين للجنة الانتخابات المركزية، يكشف أن الشرخ في القائمة المشتركة للقوائم العربية، عزز نوعاً ما من قوة معسكر نتنياهو. لكن رغم تصاعد قوة حزب "الليكود" الذي يتزعمه نتنياهو، لا توجد تغييرات جدية في المعسكرات، حيث أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن معسكر اليمين يقف على 60 مقعداً، الأمر الذي يصعب عليه تشكيل ائتلاف واسع ومستقر، لافتاً أيضاً إلى أن نسبة التصويت في المجتمع الفلسطيني بالداخل ما زالت منخفضة، وتصل إلى 40% فقط.
وأظهر استطلاع للرأي نشرته القناة 12 الإسرائيلية، مساء الجمعة، تراجع تمثيل العرب في الكنيست إلى 8 مقاعد بعدما كانت الأحزاب العربية ممثلة بـ10 مقاعد. وبيّن الاستطلاع تأرجح تحالف الجبهة والتغيير والقائمة العربية الموحدة، حول نسبة الحسم، إذ تحصل كل قائمة على 4 مقاعد، فيما يحصل حزب "الليكود" على 33 مقعداً، و"ييش عتيد" على 23 مقعداً، و"المعسكر الوطني" و"الصهيونية الدينية" على 12 مقعداً لكل منهما. ويظهر الاستطلاع حصول حزب "شاس" على 8 مقاعد، و"يهدوت هتوراة" على 7 مقاعد، و"يسرائيل بيتينو" و"العمل" على 6 مقاعد لكل منهما، فيما يحصل "ميرتس" على 5 مقاعد.