لمّح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجمعة، إلى وجود "مشروع خطة سلام" يمكن أن تطرحها بلاده لوقف الحرب في أوكرانيا، من دون الحديث عن أي تفاصيل، في الوقت الذي تقررت فيه إعادة فتح السفارة الجزائرية المغلقة في العاصمة الأوكرانية كييف.
ورفض تبون، في حوار بثه التلفزيون الرسمي، الجمعة، الكشف عن تفاصيل "مشروع خطة سلام" يُعتقد أن الجزائر تحضّر لطرحها خلال زيارة الرئيس تبون المقررة إلى موسكو في مايو/أيار المقبل، وقال: "دبلوماسيتنا معروفة بالعمل في صمت، لا يمكننا الحديث عن ذلك الآن، سنتحدث عن الأمور عندما تنضج، لا أستطيع الحديث في الوقت الحالي عن أي تفاصيل لأنها أمور ما زالت قيد السرية".
وذكر الرئيس الجزائري: "لقد اتخذنا قرارا أمس مع وزير الخارجية (رمطان لعمامرة)، على أساس أن تتم هذا الأسبوع إعادة فتح السفارة في كييف التي أغلقت قبل فترة لأسباب أمنية"، مشيرا إلى أن "بيانا سيصدر من وزارة الخارجية بشأن ذلك، وعلاقتنا عادية مع أوكرانيا".
وفي سياق آخر، أكد الرئيس تبون أن الزيارات الأخيرة للمسؤولين الأميركيين إلى الجزائر، بينهم قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، مايكل لانغلي، تدخل في إطار بحث واشنطن عن نفوذ في المنطقة، وقال إنه "تمت طمأنة الأميركيين بأننا لسنا خصوما لهم، وعلى الأميركيين أن يتأكدوا أننا بلد صديق، لكننا سياسيا وأيديولوجيا بلد غير منحاز لا لهم ولا لغيرهم".
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الجزائري على أنه "رغم الأبواق الفاسدة في الدول الأوروبية التي تتهم الجزائر وتحاول ربطها بإيران، فإنه يتعين على الأوروبيين أن يدركوا أن بعض الديمقراطيات الأوروبية نفسها ولدت في الجزائر، الثورة البرتغالية ترعرت هنا، وماريو سواريس (الرئيس الأسبق للبرتغال) كان في الجزائر، والثورة اليونانية والإسبانية أيضا كانتا في الجزائر"، في إشارة إلى احتضان الجزائر للمعارضة السياسية في هذه الدول منذ نهاية الستينيات.
لا جديد في الأزمة مع إسبانيا
وبشأن الأزمة السياسية مع مدريد منذ نهاية مارس/آذار 2022، أكد الرئيس الجزائري أن الأزمة ما زالت "متجمدة"، وقال: "أنا متأسف على الأزمة، نحن لسنا السبب، والشعب الإسباني لدينا علاقة طيبة معه ومع الملك الذي يعلم ذلك، أما ما قامت به الحكومة الإسبانية فهو تصرف غير ودي ولا يشرف الصداقة بين البلدين".
وفي المقابل، أثنى الرئيس الجزائري على علاقات بلاده المتسارعة مع إيطاليا، وقال: "تربطنا علاقة شراكة كبيرة مع إيطاليا، لقد ساعدونا منذ فترة قبل الاستقلال وفي مرحلة تأميم المحروقات في السبعينيات".
وكان لافتا تجاهل الرئيس تبون الحديث عن الأزمة الدبلوماسية الطارئة بين الجزائر وباريس، حيث أعلنت الجزائر، في الثامن من فبراير/شباط الجاري، استدعاء سفيرها السعيد موسي من باريس، وتسليم وزارة الخارجية الفرنسية مذكرة احتجاج رسمية على خلفية تدخل السلطات الفرنسية لإجلاء الناشطة الجزائرية أميرة بوراوي من تونس، والتي وصلت إليها بطريقة غير قانونية عبر الحدود البرية قادمة من الجزائر، بحجة أنها تملك جواز سفر فرنسيا، بدلا من السماح بترحيلها إلى الجزائر لدواع قضائية.
وجدد الرئيس الجزائري التأكيد على ضرورة البحث عن "حل إبداعي" للأزمة الليبية، وقال: "منذ البداية أكدنا أن الحل يجب أن يكون ليبيّاً، وأنه يبدأ بالانتخابات لبناء مؤسسات الدولة".