قالت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الخميس، إنه نظراً لما يُعرف عن عرقلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمعارضيه في المحاكم، وتهديده المعلن منذ فترة طويلة بفعل الشيء نفسه مع نتيجة الانتخابات الرئاسية، فإن تصريحه باللجوء إلى المحكمة العليا للاعتراض على نتيجة الانتخابات لم يكن مفاجئاً.
ووضعت الصحيفة عدداً من التساؤلات والإجابات عن الكيفية التي يمكن أن يتعامل بها ترامب للاعتراض على نتيجة الانتخابات:
كيف يستطيع ترامب فعل ذلك؟
ربما يكون ترامب قد عيّن في المحكمة شخصيات محافظة، لكن الأمور ليست بتلك البساطة، فالمحكمة العليا هي محكمة الاستئناف النهائية في الولايات المتحدة، ولها حق حرية التصرف بخصوص القضايا التي ينبغي أن تنظر فيها، وتتعلق إلى حد كبير بالطعون في القضايا التي تنظر فيها المحاكم الأدنى درجة بشأن نقاط القانون الفيدرالي والدستور.
لذلك، سيُتخذ الكثير من الإجراءات بداية في المحاكم على مستوى الولاية، إذ إن الانتخابات قد أدت إلى سلسلة من القضايا الجديدة في ولاية بنسلفانيا المتنافس عليها بشدة.
وما جعل المشهد الانتخابي الحالي أكثر شبهاً بحقل ألغام هو حقيقة أن جائحة كورونا قد دفعت الدول إلى البحث عن طرق لجعل التصويت أكثر أمانًا، مما فتح الولايات أمام اعتراضات في المحاكم بشأن قضايا مثل التمديدات المقترحة والفترة التي يتم فيها عدّ الأصوات المتأخرة عبر البريد.
ومن الأهمية بمكان أن نتذكر أن الطعون الانتخابية في محاكم الولايات ليست شيئًا جديدًا، وغالبًا ما يكون لها تأثير ضئيل في نهاية المطاف.
ما هو فحوى تكتيك ترامب؟
مع وجود أكثر من 40 قضية قبل الانتخابات للجمهوريين، تتمثل استراتيجية ترامب في القول إن أي إجراء لتسهيل عملية التصويت وجعلها أكثر أماناً في خضم الوباء أمر غير دستوري ومفتوح للتزوير.
وتتمثل الحجة الثانية، التي تم الحديث عنها عدة مرات، في أن العديد من الإجراءات لضمان سهولة التصويت اتخذها مسؤولو الولاية، مثل المحافظين، بدلاً من المجالس التشريعية في الولايات، مما فتح الطريق لتحدي دستوري، كما يقول المحافظون.
كيف يمكن أن يكون الاعتراض مجدياً؟
السيناريو الأكثر شيوعًا هو قيام المحامين بالاعتراض على الطريقة التي أجريت بها الانتخابات محليًا والسعي إلى التخلص من الأصوات. وفي ولاية بنسلفانيا الرئيسية، كثفت الجماعات المحافظة بالفعل من القضايا لضمان عدم احتساب بطاقات الاقتراع المتأخرة بالبريد.
ومع ذلك، تتطلب ولاية بنسلفانيا عدداً كبيراً من الإثباتات للطعن في الانتخابات، بما فيها الإقرارات الخطية التي توضح بالتفصيل المخالفات.
ومع اقتراب المرشح الرئاسي عن الحزب الديمقراطي، جو بايدن، من حسم الانتخابات لصالحه، تقترب الولايات المتحدة من مرحلة جديدة، سيكون عنوانها في الغالب، معركة الإعلان عن النصر، والاعتراف بالنتائج.
ويبدو أن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، باتت تفصله عن أعتاب البيت الأبيض أصوات ولاية واحدة ستكون هي العامل الحاسم لأكثر انتخابات متقاربة بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
وفاز بايدن، ليل أمس الأربعاء، بولاية ميشيغن ليقتنص 16 صوتا بالمجمع الانتخابي لصالحه في سباق الرئاسة الأميركية.
وحصل المرشح الديمقراطي بعد فوزه بميشيغن، على 264 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، ليحتاج إلى 6 أصوات يتم حسمها خلال الساعات المقبلة.
ومع حسمه ولاية ميشيغن، يحتاج بايدن للتمسك بتفوقه الضئيل في ولاية نيفادا الغربية، الملقّبة بـ"الولاية الفضية"، للوصول إلى 270 صوتاً انتخابياً، وحسم سباق الرئاسة على حساب دونالد ترامب.