قلّل رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، اليوم الأحد، من قدرة إسرائيل على احتلال قطاع غزة. وأكد أن زمن تهديدات "الصهاينة" للقطاع والمقاومة في غزة ولّى إلى غير رجعة.
وشدد هنية، خلال مهرجان "الوفاء والثبات" الذي نظمته "حماس" في ذكرى استشهاد قادتها، أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة، على "أن المقاومة في غزة استطاعت الخروج من الركام وأن المقاومة التي ضربت تل أبيب قبل سنتين، قادرة اليوم على ما هو أكثر من ذلك".
وأوضح هنية، في المهرجان الذي شاركت فيه فصائل فلسطينية، أن المقاومة الفلسطينية طوّرت قدراتها أضعافاً مضاعفة، وأن ما أخفته في جولات التصعيد الأخيرة أكثر مما كشفته. وأكد أن هذه القدرات أكبر من التقديرات الإسرائيلية.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، من ساحة السرايا في مدينة غزة، التي كانت قبل سنوات قليلة معتقلاً إسرائيلياً زج به المقاومون الفلسطينيون، أن غزة التي خرجت اليوم للتأكيد على خط المقاومة وخيار المواجهة مع المحتل، تقول للمفاوض الفلسطيني في الضفة الغربية إن المقاومة توحدنا والمفاوضات والمساومات تشتتنا. ودعا السلطة إلى رفض تمديد المفاوضات وإلى إعلان الخروج منها سريعاً.
وهذه هي المرة الأولى التي يُسهب فيها هنية في الحديث عن المقاومة وقدراتها. وأشار بوضوح في خطابه إلى قدرات كتائب القسام، اذ أكد أن "معركة أنفاق تحت الأرض يجهزها القسام والمقاومة لملاقاة الاحتلال الإسرائيلي وتكبيده خسائر كبيرة".
وشدد على أن "حماس" ليست متمسكة بالكرسي الذي وصلت إليه بالانتخابات. وأبدى استعداد حركته لخوض انتخابات على قاعدة الشراكة الوطنية في القرار وفي منظمة التحرير لتوحيد القيادة والحكومة، وقال: "خذوا الكراسي والمناصب وأبقوا لنا الوطن".
وجدد هنية التأكيد على أن "حماس" "لن تعترف بإسرائيل"، وهو مطلب رئيسي فرضته اللجنة الرباعية الدولية وإسرائيل للتعامل مع حكومتها. غير أن الحركة لا تزال ترفضه حتى الآن، وتصرّ على أن المقاومة هي القادرة على إنهاء وجود الاحتلال من الأرض الفلسطينية.
وعلى الرغم من تفادي هنية الحديث مباشرة عن مصر وتضييقها على القطاع عقب إجراءاتها على الحدود وإغلاقها لمعبر رفح منذ أكثر من 45 يوماً، إلا أنه أكد أن كل المحاصرين لغزة "سيندمون يوماً على عدم وقوفهم إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني".
وجدد هنية نفي كل الاتهامات التي وجّهت لـ"حماس" بتدخلها في الشأن المصري والسوري، مؤكداً أنه ليس لـ"حماس" أي نشاطات عسكرية أو أمنية في سيناء.
وطالب بالتوقف عن شيطنة "حماس" وغزة والفلسطينيين، وتساءل: "لماذا تعاقب غزة؟"، قبل أن يجيب: "لأنها صمدت وقالت لن نعترف بإسرائيل".
وطالب هنية، جامعة الدول العربية والحكومات العربية بعمل حقيقي مشرف ينهي حصار غزة، ويوقف التهويد المستمر للمسجد الأقصى، وألا يكون العرب عاملاً مساعداً في حصار إسرائيل لغزة وتجويع شعبها لتركيعهم والنيل من أرضهم وكرامتهم.
ودعا هنية إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني وبناء الوحدة الوطنية والنظام السياسي في إطار الشراكة والانتخابات في السلطة ومنظمة التحرير والمجلس الوطني. وأكد جاهزية "حماس" للانتخابات ورغبتها في لمّ الشمل الفلسطيني وإنهاء الانقسام.
وطالب بضرورة العمل سريعاً على بناء إستراتيجية وطنية واحدة تكون المقاومة خيارها الأول إلى جانب كل خيارات النضال الوطني، وعلى الرغم من تأكيده صعوبة التحديات التي تواجه "حماس"، أكد هنية أن "الحركة ليست مأزومة ومرعوبة".
وشدد هنية على أن "حماس" ليست طرفاً في الإشكالات والخلافات الداخلية في حركة "فتح" التي طفت على السطح في الأسبوعين الأخيرين. وأوضح أن "حماس" "لا تقتات على صراع الآخرين". وطالب في الوقت ذاته بالخروج من دائرة الاتهامات المتبادلة.
ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق وطنية للبحث في ملفي اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، وقائد "القسام" الشيخ صلاح شحادة، اللذين اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس القيادي المفصول من "فتح" والهارب إلى الإمارات، محمد دحلان، بالمشاركة في اغتيالهما بالتواطؤ مع إسرائيل.