دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى "تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات ذات الطابع الوجودي الذي فرضته الحكومة الإسرائيلية الحالية ببعديها المتعلق بالاحتلال أو المتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي".
وقال هنية، خلال كلمته في حوار الفصائل الفلسطينية بالقاهرة، اليوم الأحد، إنه "في إطار مواجهة مخططات الاحتلال وسياسة حكومته الفاشية، وسعياً لتحقيق وحدة شعبنا، نرى ضرورة تبني خطة ترتكز على انتهاء مرحلة أوسلو، فشعبنا اليوم أمام مرحلة سياسية وميدانية جديدة"، مضيفاً أن "التناقض الرئيس هو مع الاحتلال الإسرائيلي، والمرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني".
وأكّد هنية على "الشراكة السياسية على أساس الخيار الديمقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته ومستوياته"، مشدداً على أن "قضية فلسطين، ومحورها القدس، هي قضية وطنية عربية إسلامية إنسانية".
وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إن "ترجمة هذه المنطلقات في الخطة الوطنية التي ندعو إليها تتمثل في تبني خيار المقاومة الشاملة، وتعزيز صمود شعبنا ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس، وإزالة كل العقبات من طريقها وكل الالتزامات التي تتناقض مع حق شعبنا في مقاومة الاحتلال، وإعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ودعم صمود أهلنا في القدس والضفة والعمل على انهاء الحصار عن قطاع غزة، وإنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي، وتعزيز صمود أهلنا في الشتات وضمان مشاركتهم وتعزيز دورهم الوطني والنضالي، ودعم صمود أهلنا في الـ48 وحماية حقهم في النضال السياسي والمدني، وقطع الطريق على كل محاولات التهجير والاستفراد بأهلنا هناك، ووضع برنامج وطني للإفراج عن أسرانا في سجون الاحتلال".
وعلى الصعيد الخارجي، أكّد هنية ضرورة "حشد طاقات الأمة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده، وإطلاق حملة سياسية وإعلامية ودبلوماسية واسعة لعزل وإدانة الاحتلال وممارسات حكومته المتطرفة ومستوطنيه، واتخاذ كل الخطوات القانونية على كل المستويات لمحاكمة قادة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية على ما يرتكبونه من جرائم بحق شعبنا، ودعوة الجامعة العربية للانعقاد لاتخاذ قرارات واضحة بوقف التطبيع مع العدو المحتل كخطوة أولى على طريق محاصرته ومعاقبته".
وأضاف أنه "لضمان تطبيق هذه الخطة الوطنية، فإننا ندعو إلى دورية لقاء الأمناء العامون، وتشكيل لجنة فصائلية للمتابعة تكون مهمتها متابعة نتائج هذا اللقاء ووضع الآليات لمواجهة التحديات وسياسة الحكومة الصهيونية الراهنة، وإحياء وإعادة تشكيل لجنة الحريات العامة وإنهاء ملف الاعتقال السياسي، ووضع برنامج وآليات إعادة بناء منظمة التحرير على أساس الانتخابات والتوافق حيث تعذرت، وتشكيل قيادة مشتركة لمتابعة ومواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي".
عباس يدعو لإنهاء الانقسام
ومن جهته، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى سرعة إنهاء الانقسام والذهاب نحو الوحدة في أسرع وقت، قائلاً إن الانقلاب الذي وقع عام 2007، وما جره علينا وعلى قضيتنا وشعبنا، نكبة جديدة، ويجب إنهاؤه فوراً وبلا أي تردد أو تأخير.
وشدد عباس على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويجب الالتزام بها وببرنامجها السياسي وبجميع التزاماتها الدولية، وأكد أبو مازن في كلمته بحوار الفصائل الفلسطينية أن "العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل يفرض علينا أن نرتقي جميعاً إلى مستوى المسؤولية الوطنية الحقّة، وأن نعمل على ترتيب بيتنا الوطني".
وأكد أنه أمام الاحتلال، واستمرار إرهاب المستوطنين، يتوجب علينا أن نتفق على هذه المقاومة للتصدي لعدوان المحتلين، كما يتوجب على المجتمع الدولي توفير الحماية الدولية لشعبنا في مواجهة من يعتدون عليه، وأن نعمل على إنهاء الانقسام.
وبخصوص إجراء الانتخابات، أكد عباس أنه يريد "إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني اليوم قبل الغد، شريطة أن يتمكن أهلنا في القدس الشرقية المحتلة من المشاركة في هذه الانتخابات انتخاباً وترشحاً دون أية معوقات أو عراقيل، كما حصل في الأعوام 1996، و2005، و2006".
ومن جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين جميل مزهر، في كلمته بالمؤتمر، إن التحدّياتِ التي تواجهُ شعبَنا وقضيّتَنا باتت تتصاعدُ وتتسارعُ في خطرِها أكثرَ فأكثر، مشدداً على أن نجاح الحوار يعد سبيلاً لتعزيز الثلاثية الذهبية لعناصر القوة وهي "الوحدة والصمود والمقاومة.
وانطلقت اليوم الأحد، في مدينة العلمين الجديدة، أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، برعاية مصرية.
ويبحث اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية التطورات الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه القضية الفلسطينية.
يُذكر أن الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المشاركين في الاجتماع والوفود المرافقة قد عقدوا، أمس، اجتماعات تحضيرية ثنائية وجماعية ، أكّدوا خلالها ضرورة الخروج بقرارات لتعزيز اللحمة الوطنية، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات اليومية من قِبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على المدن والقرى والمُخيّمات، وما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات بحق مدينة القدس، مشددين على ضرورة تمتين وحدة الصف الفلسطيني في إطار منظّمة التحرير، المُمثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وكان عباس وجّه دعوات رسمية للأمناء العامين للفصائل، للمشاركة في اجتماع بمصر، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيّمها، والذي استمرّ يومين وأدّى لاستشهاد 13 فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 آخرين.