اعتقل الجهاز الأمني الخاص لـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) ضابطاً منشقاً عن جيش النظام كان قيادياً سابقاً في قوات المعارضة، بالإضافة إلى أربعة أشخاص آخرين، ظهر اليوم الثلاثاء، إثر حملة دهم واعتقالات شنتها الهيئة في بلدة حربنوش القريبة من مدينة معرة مصرين، شمالي محافظة إدلب، فيما لا تزال الهيئة مستمرةً في حملتها الأمنية التي تستهدف قيادات وعناصر تنظيم "حراس الدين" المتشدد والمقربين منه في مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، شمال غربي سورية.
وقالت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" إن الجهاز الأمني التابع للهيئة داهم، ظهر الثلاثاء، منزل النقيب باسل الغجر، المنحدر من بلدة التح جنوبي محافظة إدلب، وهو أحد القادة السابقين العاملين في فصائل الجيش الحر، واعتقله إلى جانب أربعة أشخاص آخرين كانوا برفقته، واقتادهم إلى سجن الهيئة المركزي الواقع غربي محافظة إدلب.
وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الهيئة اعتقلت النقيب غجر بسبب تهمة وُجهت له من قبل جهاز الهيئة الأمني بـ"الترويج لصالح النظام داخل المناطق المحررة، إلى جانب أشخاص آخرين يعملون لصالحه". ونفت مصادر أخرى، لـ"العربي الجديد"، أن يكون الغجر من الأشخاص الذين يروجون للنظام، بسبب انشقاقه عن جيش الأسد نهاية عام 2011 الذي شهدت بدايته اندلاع الثورة السورية، وخوضه عدة معارك إلى جانب الجيش الحر ضد النظام على جبهات مختلفة طيلة الأعوام الأولى من الثورة، بالإضافة لسمعته الطيبة في أوساط قريته والقرى والبلدات المجاورة لها جنوب إدلب.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام بدأ حملة اعتقالات واسعة ضمن المناطق التي تُسيطر عليها في إدلب ومحيطها، وذلك بالتزامن مع الانتهاء من الانتخابات الرئاسية السورية التي أجراها النظام الأربعاء الفائت. وأدت الحملة التي ما زالت مستمرة حتى الآن إلى اعتقال ما يزيد عن 170 شاباً إثر مداهمة منازلهم، في كل من مدن سلقين وحارم وكفرتخاريم ومعرة مصرين، وبلدة حربنوش شمالي محافظة إدلب، وعلى فترات متقطعة، أفرجت الهيئة عن 80% من الأشخاص الذين اعتقلتهم خلال حملتها، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً حتى اللحظة.
في غضون ذلك، أكدت مصادر أخرى، لـ"العربي الجديد"، أن أرتالا لقوات أمنية تتبع لـ"هيئة تحرير الشام" داهمت ما يزيد عن 15 منزلاً في مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، ليل أمس الاثنين، واعتقلت كلا من عمار الكردي، وعبد الرحمن الشامي، وعبد المتين الكردي، وأبو علي القلمون، وهم قادة عسكريون يعملون ضمن جماعة "أنصار الإسلام" التي بايعت سابقاً وبشكلٍ غير مُعلن تنظيم "حراس الدين" المتشدد.
ولفتت المصادر إلى أن "تحرير الشام" اعتقلت قيادياً (مغربي الجنسية) يدعى أبو يوسف، فجر الثلاثاء، إثر إيقافه على حاجز مؤقت للهيئة على المدخل الشمالي لقرية اليعقوبية المحيطة بمدينة جسر الشغور غربي المحافظة. وأطلقت "تحرير الشام" سراح أبو عبد الرحمن الأردني، الشرعي الثاني في تنظيم "حراس الدين"، وذلك بعد اعتقال دام أكثر من أربع أشهر في سجون الهيئة. ولفتت المصادر إلى أن إخلاء سبيل الأردني جاء بعد توقيعه على اتفاق مع الهيئة يقضي بعدم السماح له مرى أخرى بالعودة إلى صفوف التنظيم، أو العمل بداخله لا من بعيد ولا من قريب، وعدم التواصل مع قيادات بداخله أو مقربة منه، بالإضافة لبند آخر يشدد على عدم تحريض الجماعات الإسلامية الأخرى على هيئة تحرير الشام.
وكانت "تحرير الشام" قد اعتقلت ما يزيد عن 70 قيادياً في تنظيم "حراس الدين" خلال الأشهر الخمسة الماضية، بينهم ثلاثة قادة في الصف الأول، وعلى رأسهم شقران الأردني الرجل الثاني في التنظيم، ونجحت في الحد من تحركات عناصر وقيادات التنظيم، ما أدى لتخفي جزء كبير منهم في المناطق التي كانوا يتخذونها معاقل، كمدينة جسر الشغور التي كانت تعتبر مركز النفوذ الرئيسي للتنظيم.