استمع إلى الملخص
- قادة الحراك الثوري في إدلب أبدوا استعدادهم للحوار مع قادة هيئة تحرير الشام لتحقيق أهداف الثورة مع الحفاظ على استقرار المناطق المحررة.
- بعد اجتماعات مع فصائل محلية، سحبت هيئة تحرير الشام حواجزها الأمنية من بعض المناطق، لكنها واجهت المتظاهرين بالعنف في أماكن أخرى، مما أدى إلى وقوع جرحى.
سجلت محافظة إدلب، ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، شمال غربي سورية، انتشاراً مكثفاً لجهاز الأمن العام (الذراع الأمنية للهيئة) على مداخل المدن والبلدات الرئيسية، وذلك استعداداً لقمع الاحتجاجات المناهضة لها، لا سيما أن بعض المناطق شهدت انقطاعاً للكهرباء وشبكات الإنترنت.
وقالت مصادر محلية مُطلعة لـ"العربي الجديد" إن مجموعات أمنية تابعة لجهاز الأمن العام، انتشرت ليل الخميس على مداخل مدن إدلب وبنش شرقي إدلب وجسر الشغور غرب إدلب وتفتناز وسلقين وسرمدا شمال إدلب، مؤكدةً أن العناصر مدججون بالسلاح ومجهزون بشكلٍ كامل لقمع أي احتجاجات اليوم بعد صلاة الجمعة.
وأوضحت المصادر أن جهاز الأمن العام وجّه تعليمات إلى مؤسسات الكهرباء والإنترنت في إدلب بوقف خدماتها اليوم الجمعة من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً، عن مناطق عدة، منها الدانا وباب الهوى وأطمة شمالي المحافظة، وذلك على غرار الجمعة الماضي، مشيرة إلى أن نشطاء الحراك الشعبي في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي اتفقوا على تنظيم تظاهر اليوم الجمعة، ضمن المدينة، وعدم التوجه لمدينة إدلب كما جرت العادة، كبادرة حسن نية لتجنب الصدام مع "الجناح العسكري" في الهيئة، وإفساح المجال للمفاوضات مع قيادات الجناح خلال الأسبوع الجاري.
قادة الحراك يبدون استعداداً للحوار مع هيئة تحرير الشام
إلى ذلك، أصدر تجمّع الحراك الثوري بياناً ليل الخميس، أكد فيه أن "إدارة الحراك مستعدة للجلوس مع قادة الجناح العسكري في الهيئة وقادة المكونات العسكرية والمدنية الأخرى، لطرح رؤية تجمع الحراك الثوري للحل، بما يحقق آمال الثوار وأهدافهم، مع الحفاظ على سلامة المناطق المحررة واستقرارها"، موضحاً أن ذلك يأتي "حرصاً على تحقيق كامل مطالب هذا الحراك، وتحقيق آمال المسلمين في المناطق المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية) في نيل الحرية والعدالة والكرامة".
وكان جهاز الأمن العام قد سحب يوم السبت الفائت حواجزه الأمنية التي انتشرت مؤخراً على مداخل المدن والبلدات في أرياف محافظة إدلب شمال غربي سورية، وتحديداً الحواجز المكثفة عند مداخل مدينة بنش وبلدة الفوعة شمال شرقي مدينة إدلب، وذلك بعد اجتماع مع قادة فصيل تجمع دمشق المتمركز في المنطقتين، لا سيما أن "الاجتماع الذي جرى بين الطرفين خلُص إلى أنّ تجمع دمشق يُعتبر جهة عسكرية ولا ارتباط له بالحراك الحالي في الساحة، ويلتزم كل من له صفة عسكرية أو تنظيمية فيه بعدم الانخراط بالتظاهرات"، فيما أكد بيان مشترك للطرفين "التزام هيئة تحرير الشام بسحب المظاهر العسكرية من الأماكن المحيطة بالتجمع".
وواجه عناصر جهاز الأمن العام يوم الجمعة الفائت المتظاهرين بالعصي والهراوات والغاز المُسيل للدموع في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، ومدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين.