اعتبرت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أنّ إعلان إجلاء مدنيين من المناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا، إلى روسيا، يشكل مناورة من جانب موسكو تمهد لهجوم عسكري وشيك.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في ميونخ التي تستضيف المؤتمر حول الأمن إنّ "استخدام بشر كبيادق بهدف صرف انتباه العالم عن تعزيز روسيا قواتها بغية (شنّ) هجوم، هو أمر قاسٍ ومعيب"، قبل أن يضيف: "مثل هذه التصريحات تشكل محاولات أخرى لإخفاء حقيقة أنّ روسيا هي المعتدي في هذا النزاع، عبر الأكاذيب والتضليل الإعلامي".
الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا هم من أعلن هذا الإجلاء، على أن يشمل في المقام الأول النساء والأطفال وكبار السن. ويتهمون كييف بالتحضير لغزو بعد اندلاع اشتباكات في هذه المنطقة، لكن أوكرانيا تنفي هذا الأمر بشكل قاطع.
وعرضت محطات التلفزة الروسية مشاهد لعمليات الإجلاء، ولا سيما الأطفال.
Малышей из детских садов, детдомов и интернатов Донецка готовят к эвакуации в Россию pic.twitter.com/cMyV0eGlZS
— Газета.Ru (@GazetaRu) February 18, 2022
Warning sirens blared in Donetsk after it and the other self-proclaimed region, Luhansk, announced an evacuation to Russia, with women, children and the elderly going first 2/5 pic.twitter.com/KchZlef5u3
— Reuters (@Reuters) February 18, 2022
منذ 48 ساعة تجدد العنف على طول خط الجبهة، وتبادل الأوكرانيون والانفصاليون الاتهامات بإطلاق النار بالسلاح الثقيل على الطرف الآخر واستهداف مدنيين.
وقرابة الساعة الرابعة بتوقيت غرينيتش، انفجرت سيارة قرب مقر "حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية".
بيانات: تسجيلا إجلاء مدنيين من أوكرانيا لروسيا صورا قبل يومين
إلى ذلك، قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن البيانات الوصفية لمقطعين مصورين مسجلين نشرهما انفصاليو أوكرانيا الجمعة، وأعلنوا فيهما إجلاء المدنيين من أوكرانيا إلى روسيا، تظهر أن التسجيلين وضعا قبل يومين.
وكانت السلطات الأميركية قد ذكرت أن خطط الكرملين في أزمة أوكرانيا تتضمن بث مقاطع مصورة مسجلة مسبقا، في إطار حملة تضليل.
انفجار ضخم في منطقة دونباس شرق أوكرانيا
وصعيد متصل، قالت وكالة "سبوتنيك" الروسية، مساء الجمعة، إن انفجارًا ضخمًا وقع في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، أدى إلى اشتعال النيران بأحد خطوط أنابيب الغاز.
وفي وقت سابق، دوّت صفارات الدفاع المدني شرق أوكرانيا الجمعة، ولم توضح السلطات المحلية السبب بعد.
واشنطن: الحكومة الروسية "مسؤولة" عن الهجمات السيبرانية على أوكرانيا
وفي السياق ذاته، حمّلت الولايات المتحدة، الجمعة، روسيا "مسؤولية" الهجمات الإلكترونية التي استهدفت الثلاثاء العديد من المواقع العسكرية الرسمية الأوكرانية ومصرفين حكوميين، علماً أنّ الكرملين نفى أي مسؤولية له عن تلك الهجمات.
وقالت آن نويبرغر، مستشارة البيت الأبيض لعمليات القرصنة المعلوماتية: "نرى أنّ الدولة الروسية هي المسؤولة عن الهجمات السيبرانية التي استهدفت مصارف أوكرانية هذا الأسبوع"، وذلك مع بلوغ التوتر ذروته مع موسكو في الأزمة حول أوكرانيا.
"نشاط عسكري" في بيلاروسيا والقرم وغرب روسيا
إلى ذلك، قالت شركة الصور الأميركية "ماكسار"، يوم الجمعة، إن صور الأقمار الصناعية تظهر نشاطا عسكريا في مواقع متعددة عبر روسيا البيضاء وشبه جزيرة القرم وغرب روسيا بالقرب من الحدود الأوكرانية.
وأضافت أن الصور تظهر انتشارا ضخما جديدا لطائرات هليكوبتر في شمال غرب بيلاروسيا ونشر مجموعة قتالية للدبابات وناقلات جنود ومعدات دعم في مطار ميليروفو، الواقع على بعد 16 ميلا من الحدود الأوكرانية.
كييف: روسيا تحاول دفع الجيش الأوكراني لمهاجمة الانفصاليين
إلى ذلك، اتهم أوليكسي دانيلوف، أكبر مسؤول أمني في أوكرانيا، روسيا، اليوم الجمعة، بالقيام باستفزازات في شرق أوكرانيا، في محاولة لدفع الجيش الأوكراني إلى الرد، لكنه أضاف أن أوكرانيا ستتمسك بالوسائل السلمية لنزع فتيل الأزمة.
وفي إيجاز مشترك، قالت إيرينا فيريتشوك، الوزيرة المسؤولة عن توحيد ما تسميه كييف "الأراضي المحتلة مؤقتاً"، إن روسيا تحاول إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات.
وقال دانيلوف إن أوكرانيا ليس لديها خطط لاستخدام القوة في تحرير الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد، مضيفاً أن غزواً روسياً شاملاً لبلاده "غير مرجح".
أوكرانيا تطالب المجتمع الدولي بإدانة التحركات الروسية
وطالبت أوكرانيا، في وقت سابق، المجتمع الدولي بإدانة ما قالت إنها استفزازات روسية في المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد، وقالت إن روسيا ستستمر في تصعيد الموقف إذا لم يفعل المجتمع الدولي ذلك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان: "نشهد الحملة التي يشنها الاتحاد الروسي لنشر التضليل الجماهيري وزيادة قصف المواقع الأوكرانية والبنية التحتية المدنية بأسلحة تحظر اتفاقات مينسك استخدامها، مع تصعيد الموقف الأمني".
وأضاف البيان: "غياب رد فعل مناسب أو اتخاذ موقف محايد لن يكون من شأنه سوى زيادة تصعيد الموقف من جانب روسيا".
(العربي الجديد، وكالات)