قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الحماية السرية التي يحق للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الاحتفاظ بها بموجب القانون مدى الحياة، قد تمكنه في حال إدانته في أي من القضايا الجنائية التي يواجهها من تحديد ما إن كان سيذهب للسجن وكذلك شكل فترة محكوميته.
وبحسب مسؤولين سابقين تحدثت إليهم الصحيفة، فإن مسألة سجن ترامب قد تطرح أسئلة معقدة من الناحيتين السياسية واللوجستية بشأن ما إذا كان يتعين على المسؤولين توفير عناصر لحماية رئيس أميركي سابق خلف القضبان، أو ترك مسألة توفير الحماية له لإدارة السجون، أو ضمان سلامته تحت أحد أشكال الاعتقال المنزلي.
ورداً على سؤال بخصوص احتمال سجن ترامب، قال المدع الفيدرالي السابق شاك روزنبرغ للصحيفة: "من الناحية النظرية نعم، ومن الناحية العملية لا". وتابع قائلا: "يتعين على أي قاض فيدرالي أن يستوعب أن ذلك يطرح إشكالات لوجستية كبيرة وغير مسبوقة"، مشيراً إلى أن "الوضع تحت المراقبة، والغرامات، والقيام بأعمال مجتمعية، والاعتقال المنزلي، تظل كلها من البدائل الممكنة".
ووُجّهت لترامب اتهامات في قضيتين جنائيتين، كما يبدو أن توجيه اتهامات جنائية أخرى له في تحقيقين آخرين أمر وشيك، إلا أن شعبيته في أوساط قاعدته الموالية بشدّة لم تتأثّر على الإطلاق.
وقالت، لـ"واشنطن بوست"، ماري ماكورد، التي اشتغلت نائبةً لمساعد المدعي العام في الأمن القومي خلال إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إن ترامب يمثل تحدياً فريداً من نوعه بالنسبة لوزارة العدل. ووفق الصحيفة، سيتطلب فرض أي عقوبة على رئيس سابق يحظى بالحماية السرية مشاورات معمقة وتوفير آليات جديدة "لأن نظامنا في السجون سيكون أمام تحد مهول لوضع دونالد ترامب وراء القضبان".
ونقلت "واشنطن بوست" عن عناصر سابقين وحاليين بالحماية السرية قولهم إنه في ظل عدم وجود أي حالة سابقة، فإنهم يشعرون بأن جهاز الحماية الرئاسية سيصمم على مواصلة توفير الحماية لرئيس سابق معتقل. وأضافوا أن الجهاز ربما بصدد التخطيط لمثل هذا الاحتمال، مشيرين إلى أنه قد يجرى التنسيق مع إدارة السجون لتفادي أي تضارب في المهام وكذا كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، فضلا عن كيفية التنسيق لضمان ممارسة رئيس سابق عاداته اليومية داخل السجن، مثل التريض أو تناول وجبات الطعام.
وقال هؤلاء إن جهاز الحماية السرية سيعمل في كل الأحوال على إحاطة ترامب بعناصر الجهاز وإبقائه بعيداً عن باقي المساجين.