قالت الإدارة الأميركية، يوم الثلاثاء، إنّ رفض روسيا السماح باستئناف عمليات التفتيش على الأرض يعرّض للخطر معاهدة "نيو ستارت" النووية ومراقبة الأسلحة الأميركية ــ الروسية عموماً.
تلك النتيجة سُلِّمَت للكونغرس ولُخِّصَت في بيان صادر عن وزارة الخارجية. يأتي ذلك بعد أشهر من التقييمات الأميركية الأكثر تفاؤلاً بأنّ البلدين سيكونان قادرين على إنقاذ التعاون بشأن الحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية، على الرغم من التوترات الشديدة بشأن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوقف كلا الجانبين مؤقتاً عمليات التفتيش على المواقع العسكرية الأميركية والروسية بموجب معاهدة "نيو ستارت" بسبب جائحة فيروس كورونا في مارس/ آذار 2020.
واجتمعت اللجنة الأميركية ــ الروسية المشرفة على تنفيذ المعاهدة آخر مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، لكن روسيا علقت بعد ذلك تعاونها مع أحكام التفتيش الخاصة بالمعاهدة في أغسطس/ آب 2022، احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية يوم الثلاثاء إنّ "رفض روسيا تسهيل أنشطة التفتيش يمنع الولايات المتحدة من ممارسة حقوق مهمة بموجب المعاهدة، ويهدد قابلية السيطرة على الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا".
كذلك ألقت الإدارة باللوم على روسيا في فشل البلدين في استئناف المحادثات المطلوبة بموجب معاهدة "نيو ستارت".
الكرملين: أميركا نسفت أساس معاهدة "ستارت" الجديدة
في المقابل، قالت روسيا، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة نسفت الأساس القانوني لمعاهدة "ستارت" الجديدة للحد من الأسلحة الموقعة بين البلدين، لكن الاتفاق يظل "مهماً للغاية" لروسيا، بغضّ الطرف عن الموقف الحالي.
كان ذلك رداً من المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بعدما اتهمت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء روسيا بانتهاك المعاهدة، وهي الركيزة الرئيسية الأخيرة للحد من الأسلحة النووية في فترة ما بعد الحرب الباردة، من خلال رفض السماح بإجراء أنشطة التفتيش على أراضيها.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، يوم الاثنين الماضي، إنّ "من المحتمل جداً" أن تنتهي معاهدة "نيو ستارت" بعد عام 2026، مؤكداً في حديث إلى وكالة ريا الروسية للأنباء، أنّ "هذا السيناريو محتمل جداً".
وكانت روسيا والولايات المتحدة قد أعلنتا، في فبراير/ شباط 2021، بدء سريان قرار تمديد معاهدة "ستارت ـ 3" المبرمة بينهما، بشأن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية لمدة خمس سنوات.
وتُعدّ معاهدة "ستارت - 3" امتداداً لمعاهدة الحدّ من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية "ستارت ـ 1" الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عام 1991 في موسكو، وتضمنت أكبر خفض ثنائي للأسلحة النووية في التاريخ، بعد عشر سنوات من المحادثات المتقطعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة (1947 ــ 1991).
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
