أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، أنّ هناك إمكانية للتوصّل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بشرط أن يُنجَز بسرعة، مع تسريع طهران لقدراتها النووية، وذلك عشية استئناف المفاوضات.
كانت أطراف مفاوضات فيينا التي تشارك فيها الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا وبريطانيا وإيران والولايات المتحدة، قد اتفقت، قبل أكثر من أسبوع، على وقف الجولة الثامنة من المفاوضات لأسبوع، اعتباراً من السبت في الأسبوع الماضي، وتوجُّه الوفود إلى بلدانها للعودة بعد ذلك بقرارات سياسية لحل القضايا العالقة، بغية التوصل إلى اتفاق لإحياء الاتفاق النووي.
واقتربت المفاوضات من "مرحلتها النهائية، وهي تحتاج إلى قرارات سياسية"، وفق بيان سابق للترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) المشاركة في المفاوضات.
وستُستأنَف المحادثات في فيينا، اليوم الثلاثاء، بعدما أشار مفاوضون في الأسابيع الأخيرة إلى إحراز تقدّم في الجهود الرامية إلى إحياء اتفاق 2015 الذي يهدف إلى منع إيران من امتلاك قنبلة ذرية، وهو هدف تنفي طهران باستمرار أن تكون تسعى لتحقيقه.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية: "هناك اتفاق بمتناول اليد يتطرّق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف، لكن إذا لم يُبرم في الأسابيع المقبلة، فإنّ التقدّم النووي الإيراني المستمرّ سيجعل عودتنا إلى خطة العمل الشاملة (الاتفاق الإطاري الذي أبرم عام 2015) مستحيلة".
واشنطن: هناك اتفاق بمتناول اليد يتطرّق إلى المخاوف الأساسية لجميع الأطراف
وتتفاوض الأطراف المعنية في فيينا منذ العام الماضي بمشاركة أميركية غير مباشرة.
وانسحبت واشنطن أُحادياً من الاتفاق عام 2018 بعد ثلاثة أعوام من إبرامه، معيدة فرض عقوبات قاسية على إيران التي ردّت بعد نحو عام بالتراجع تدريجاً عن أغلب التزاماتها بموجب الاتفاق.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الاثنين، أنّ بعض مطالب بلاده بشأن العقوبات "لم يهتم بها جيداً" خلال مفاوضات فيينا، مشيراً إلى أنّ التوصل إلى "اتفاق جيد يتوقف على سلوك الغربيين".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني، في مؤتمر صحافي مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو في العاصمة طهران، أنّ المفاوضات "ترتكز حالياً على آخر نصوص جرى التوصل إليها".
وأشار أمير عبد اللهيان إلى أنّ المفاوضين، خلال الأيام المقبلة، سيبحثون "وثيقة للاتفاق عليها"، داعياً الأطراف الأخرى إلى إظهار التزامها بتعهداتها المنصوص عليها بالاتفاق النووي.
وأعرب الوزير الإيراني عن أمله أن تقترب جميع الأطراف من "اتفاق نهائي" خلال هذه الجولة، متسائلاً عما إذا كانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، "جادة في التوصل إلى اتفاق".
"لحظة حاسمة"
ويقول خبراء إنّ الإيرانيين انحرفوا كثيراً عن القيود التي تضمنها اتفاق عام 2015، لدرجة أنهم باتوا على بعد أسابيع فقط من امتلاك مادة انشطارية كافية لصنع سلاح نووي.
وسعت واشنطن إلى إجراء مفاوضات مباشرة، لكنها قالت إن المحادثات تظل غير مباشرة بناءً على طلب إيران.
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست"، ونُشرت، الاثنين، في موقعها الإلكتروني، تحدّث المستشار الألماني أولاف شولتز عن "لحظة حاسمة".
وقال شولتز: "لقد وجّهنا رسالة واضحة" إلى إيران، مفادها أنّ "الوقت حان لاتخّاذ القرارات، لا المماطلة"، مبدياً أمله بأن "يتلقّف الإيرانيون هذه الفرصة".
وقال المفاوض الروسي ميخائيل إليانوف، في مقابلة نشرتها، الاثنين، صحيفة "كومرسانت" الروسية: "نحن على بعد خمس دقائق من خط النهاية".
وأضاف: "وُضعَت مسوَّدة الوثيقة النهائية. هناك نقاط عدة عالقة تحتاج إلى عمل أكثر، لكن الوثيقة باتت على الطاولة".
(رويترز، العربي الجديد)