قالت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي دعها فيها إلى "محو" قرية فلسطينية تصل إلى حد التحريض على العنف، وطلبت من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التنصل منها علناً.
وأدلى سموتريتش، وهو قومي متطرف في ائتلاف نتنياهو اليميني، بهذه التصريحات في مؤتمر عقده، الأربعاء، ونقلتها وكالة "رويترز".
ورداً على سؤال عن الهجوم الذي شنه مستوطنون على قرية حوارة الفلسطينية في مطلع هذا الأسبوع، والذي وصفه جنرال إسرائيلي الثلاثاء بأنه "مذبحة"، قال سموتريتش: "أعتقد أن حوارة يجب محوها".
وأضاف: "أعتقد أن على دولة إسرائيل أن تفعل ذلك". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين بحسب "رويترز"، إن تصريحات سموتريتش "بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز".
وأضاف: "مثلما نندد بالتحريض الفلسطيني على العنف، فإننا نستنكر هذه التصريحات الاستفزازية التي تصل أيضاً إلى حد التحريض على العنف".
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرة أشخاص يشتبه بضلوعهم في الهجوم الذي وقع بقرية حوارة وأودى بحياة فلسطيني. وجاءت موجة العنف من جانب المستوطنين في أعقاب هجوم مسلح شنه فلسطيني أدى إلى مقتل إسرائيليين.
وقتلت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، فلسطينياً واعتقلت ستة آخرين يشتبه بضلوعهم في مقتل شخص يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية بالرصاص، في الضفة الغربية يوم الإثنين.
وبعد تصريحاته بضرورة محو قرية حوارة الفلسطينية، أصدر سموتريتش بياناً قال فيه إن وسائل الإعلام أساءت تفسير تصريحاته دون أن يتراجع عن دعوته لمحو القرية.
وقال بحسب ما نقلته "رويترز": "لقد تحدثت عن كيف أن حوارة أصبحت قرية معادية تحولت إلى موقع إرهابي"، حيث تُشن منها هجمات يومية على المستوطنين، مضيفاً أن تطبيق القانون بالأيدي ممنوع.
وأضاف: "أدعم الرد غير المتناسب من جانب (الجيش الإسرائيلي) وقوات الأمن على كل عمل إرهابي"، بما في ذلك "ترحيل أسر الإرهابيين".
منظمات يهودية أميركية تطالب بمنع سموتريتش من دخول الولايات المتحدة
إلى ذلك، طالبت منظمات يهودية أميركية إدارة الرئيس جو بايدن بعدم السماح لوزير المالية والاستيطان الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بدخول الولايات المتحدة في أعقاب تأييده لـ"محو" بلدة حوارة الفلسطينية.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، اليوم الخميس، أن المنظمات اليهودية ذات التوجه اليساري طالبت بعدم السماح لسموتريتش بدخول الولايات المتحدة الأسبوع القادم، حيث من المقرر أن يشارك في مؤتمر منظمة "البوندس" السنوي الذي يعقد بهدف جمع التبرعات لإسرائيل.
ورغم أن سموتريتش حاول تبرير تصريحاته في تغريدة عبر "تويتر"، إلا أنها أثارت ضجة واسعة، حيث كذبه مقدم البرامج الحوارية في قناة "13" شاؤول أمستدراماسكي، قائلا إنه دعا بشكل صريح وواضح إلى محو حوارة.
وعرضت الصحافية نوعا لاندو، المعلقة السياسية في صحيفة "هآرتس" على حسابها على "تويتر" مقطعا من تصريحات سموتريتش أمام مؤتمر نظمته صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية أمس وهو يقول بشكل واضح: "أنا أؤمن بوجوب محو بلدة حوارة".
كما كتبت الصحافية نتالي مون على حسابها على "تويتر": "دائما اعتقدت أنك عنصري، كل ما يعنيك أن تدشن دولة الشريعة والقتل وإبادة الشعب الفلسطيني بشكل نهائي". أما النائب الإسرائيلي رامون بروفمان، فقد غرد قائلا إن سموتريتش حاول التراجع عن تصريحاته لأنه خشي ألا تمنحه الولايات المتحدة تأشيرة دخول إلى أراضيها.