أعربت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، اليوم الإثنين، عن قلقها من الوضع الأمني في أفغانستان، قائلةً إنه "لا يسير في الاتجاه الصحيح" فيما سيطر مقاتلو "طالبان" على سادس عاصمة إقليم في البلاد.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، إن الولايات المتحدة قلقة للغاية من هذا الاتجاه، لكن قوات الأمن الأفغانية لديها القدرة على محاربة الحركة.
وأضاف "هذه هي قواتهم العسكرية وهذه هي عواصم أقاليمهم وشعبهم الذي يجب أن يدافعوا عنه، وسيعود الأمر حقاً إلى القيادة التي هم على استعداد لإظهارها هنا في هذه اللحظة على وجه الخصوص".
وسيطرت حركة "طالبان"، اليوم الاثنين، على مدينة إيبك في شمال أفغانستان، وهي سادس عاصمة ولاية تقع في قبضة الحركة خلال أربعة أيام.
وقال صفة الله سامنغاني، نائب حاكم ولاية سامنغان وعاصمتها إيبك، لـ"فرانس برس"، إن ""طالبان" استولت على مدينة إيبك وتسيطر عليها بشكل كامل".
وأضاف أنه في الليلة الماضية استسلم أحد الوجهاء لـ"طالبان"، "والاثنين، طلب بعض الوجهاء من الحاكم سحب قواته من المدينة حتى تنجو من القتال، فقبل بذلك".
وبعد يوم من إعلانها السيطرة على شبرغان وزرنج، عاصمتي ولايتين في الشمال وفي جنوب غرب البلاد، هما نمروز وجوزجان، أعلنت حركة "طالبان"، أول من أمس السبت، السيطرة على إقليمين مهمين في شمال وشمال غرب البلاد، هما قندوز وسربل، كما تحدثت عن دخول مسلحيها إلى مدينة تالقان، مركز إقليم تخار المجاور لقندوز، وكسر جميع الخطوط الأمامية للقوات الأفغانية في المنطقة.
وتستعر المعارك في أفغانستان بين القوات الحكومية والمليشيات المحلية والقبلية المساندة لها، وبين حركة "طالبان"، في طول البلاد وعرضها، حيث باتت خريطة السيطرة لكلا الفريقين عرضة للتبدل يومياً، مع استمرار تمدّد الحركة، الذي بدأ يطاول المدن الرئيسية ومراكز الإقاليم، بما يعني السيطرة الكاملة على أقاليم بعينها، بعد إخضاع مقارها الرسمية.
مسؤول باكستاني: هذا أسوأ كابوس
قال مستشار الأمن القومي الباكستاني، معيد يوسف، اليوم الإثنين، إن أي حرب مطولة في أفغانستان المجاورة بمثابة "تصور كابوس" لباكستان.
كما انتقد لوم الأفغان الدائم لإسلام أباد في الموقف الأمني سريع التدهور بأفغانستان.
وقال معيد يوسف للصحافيين الأجانب في العاصمة إسلام أباد، إن الولايات المتحدة يجب أن تأخذ بزمام المبادرة وتعيد الحكومة الأفغانية و"طالبان" إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى.
وأضاف أن باكستان تضغط على طالبان كي تعود للمفاوضات، لكن نفوذها يتضاءل مع سيطرة الجماعة المتمردة على مزيد من الأراضي في أفغانستان.
وأوضح يوسف أن باكستان لم تتمكن حتى من إقناع "طالبان" بإعادة فتح المعبر الحدودي في مدينة سبين بولداك جنوب شرقي أفغانستان، والذي سيطرت عليه "طالبان" الشهر الماضي.
وبالمقارنة مع عام 2017، توسعت حركة "طالبان" كثيراً خلال الأشهر الأخيرة في الأرياف، إذ بات التقدير العام أنها حتى بداية يوليو/تموز الماضي أصبحت تسيطر على أكثر من 50 في المائة من مساحة البلاد، وهي أعلنت، في 9 يوليو/ تموز الماضي، أنها تسيطر على 85 في المائة من مساحة البلاد.
ويبقى التقدير الحقيقي لمساحة سيطرة كل من الحكومة و"طالبان" غير واضح، علماً أن الحركة لا تزال في إطار التمدد في المناطق ذات الكثافة السكانية البشتونية، مع تمددها كثيراً أيضاً على طول الحدود التي تراقبها دول الجوار.
وتبدو خريطة السيطرة أيضاً غير نهائية، حتى مع التقدم، نظراً إلى أن الحكومة، التي تقضم الحركة تدريجياً من مناطق سيطرتها، تحاول حماية بؤر لا تزال موضع صراع مسلّح بين الطرفين.
ولا تزال الحكومة، التي لم تقيّم جيداً قوة الحركة في وقت سابق، تبدو كأنها في حالة إنكار، مع استمرار حديثها عن خطة لمواجهة "طالبان" واستعادة ما فقدته من أراض وولايات.
وفيما تهدم المعارك المستعرة كل ما بنته أموال المجتمع الدولي، وفيما تستعيد "طالبان" أراضي استثمرت فيها دول الغزو في بنى تحتية هائلة، تراقب إيران وروسيا وباكستان تقدم الحركة، التي تقاتل في هرات وقندوز وقندهار، فيما ليس واضحاً مدى اهتمامها بالتوجه صوب كابول، أو إلى معاقل الأقليات.
(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)