أعلنت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء عن تعيين الوزيرة الهولندية سيغريد كاغ منسّقة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة، بعد صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدعو لزيادة المساعدات في ظل الأزمة الحادة الناتجة عن الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقالت الأمم المتحدة إن أمينها العام أنطونيو غوتيريس "أعلن تعيين السيدة سيغريد كاغ من هولندا، منسّقة عليا للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة"، على أن تتولى إقامة آلية أممية "لتسريع شحنات الإغاثة الإنسانية الى غزة عبر دول ليست طرفا في النزاع".
وجاء تعيين كاغ عملاً بقرار مجلس الأمن 2720 (2023) الذي تبنه مجلس الأمن الدولي في نيويورك يوم الجمعة حول غزة.
وأشار بيان صادر عن مكتب غوتيرس إلى أن كاغ "ستقوم بتسهيل وتنسيق ومراقبة والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة. وستقوم أيضًا بإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفًا في الصراع. وستتلقى دعما من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع"، على أن تبدأ ممارسة مهامها في 8 يناير/ كانون الثاني 2024.
وشغلت كاغ منذ يناير 2022 منصب النائب الأول لرئيس الوزراء الهولندي ووزيرة المالية، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب في الحكومة الهولندية. من أكتوبر/ تشرين الأول 2017 حتى مايو/ أيار 2021 شغلت منصب وزيرة التجارة والتعاون الإنمائي، ووزيرة الشؤون الخارجية حتى سبتمبر/ أيلول 2021. تم انتخاب سيغريد كاغ زعيمة للحزب الليبرالي الاجتماعي في سبتمبر 2020. وقادت حزبها للفوز في انتخابات مارس/ آذار 2021.
ولكاغ خبرة طويلة كذلك في الأمم المتحدة. حيث شغلت منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، وذلك من عام 2015 إلى عام 2017. ومن عام 2013 إلى عام 2015، كانت منسقة خاصة للمنظمة المشتركة لحظر الأسلحة الكيميائية وبعثة الأمم المتحدة في سورية. كما شغلت منصب الأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من 2010 إلى 2013، ومديرة إقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الأردن من 2007 إلى 2010. كما تقلدت عدداً من المناصب رفيعة المستوى في اليونيسف، والمنظمة الدولية للهجرة، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أنروا).
وتحمل كاغ شهادة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة إكستر، وماجستير الفلسفة في العلاقات الدولية من جامعة أكسفورد، وبكالوريوس الآداب في دراسات الشرق الأوسط من الجامعة الأميركية بالقاهرة. تتحدث الهولندية والألمانية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والعربية، بحسب بيان مكتب الأمين العام للأمم المتحدة.
ويشار في هذا السياق أن قرار مجلس الأمن 2720 (2023) الذي تم تبنيه الجمعة يهدف إلى توسيع حجم المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكنه لا يدعو إلى هدنة أو وقف لإطلاق النار. واعتمد القرار الذي صاغته الإمارات بالتنسيق مع الأطراف العربية بعدما قامت الولايات المتحدة بتخفيف لغته حول عدد من المواضيع أهمها عدم مطالبته بوقف إطلاق النار وبدلا من ذلك الحديث عن "خلق ظروف مواتية لوقف مستدام للأعمال العدائية".
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت الفيتو، قبل التصويت على نص القرار، ضد تعديل شفوي طلبته روسيا على النص يطالب بـ"التعليق العاجل للأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وإلى اتخاذ خطوات عاجلة نحو وقف مستدام للأعمال العدائية". وحال استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد التعديل دون تبنيه.
كما أضعفت الولايات المتحدة المسودة فيما يخص آلية المساعدات، إذ إنه في مسودات سابقة كان الحديث عن آلية مساعدات مستقلة تحت قيادة الأمم المتحدة ترصد تعامل جميع الأطراف مع المساعدات وتوزيعها، ولكن النص أُضعف، ليكون الحديث عن تعيين منسق خاص يقوم بدوره بإنشاء آلية ا لمراقبة دخول المساعدات، مما يعني أن دخولها ما زال مرهونا بموافقة إسرائيل وسيطرتها. ومنذ تبني القرار زادت إسرائيل لقصفها لغزة، مما أدى إلى استشهاد مئات الفلسطينيين خلال أيام قليلة.