تسعى تركيا والولايات المتحدة إلى الحدّ من وتيرة الخلافات بينهما، خلال زيارة وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو إلى واشنطن هذا الأسبوع، لكن الآمال بشأن إمكانية حلّ القضايا العالقة ليست كبيرة.
ويغادر جاووش أوغلو تركيا، اليوم الثلاثاء، للقاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في زيارة نادرة لمسؤول تركي بارز. وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للنأي بنفسها عن تركيا، بسبب تنامي توجهات وسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان التي تقيّد الحقوق والحريات.
وتشكّل تركيا، التي تقع على مفترق طرق بين الشرق والغرب، أهمية استراتيجية لواشنطن. والعام الماضي، ساعدت الحكومة التركية في التوسط في اتفاق حاسم بين روسيا وأوكرانيا سمح بنقل ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية، وتجنب أزمة غذاء خلال الحرب.
وعلى الرغم من ذلك، يجد حليفا حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفسيهما في كثير من الأحيان على خلاف حول عدد من القضايا، مع تركز أكبر الخلافات حول شراء تركيا صواريخ روسية الصنع، والدعم الأميركي للمسلحين الأكراد في سورية.
وأدّى حصول تركيا على نظام الدفاع الجوي "إس-400" عام 2017، إلى فرض عقوبات عليها، وخروجها من برنامج تطوير الجيل التالي من الطائرات المقاتلة "إف-35". وعقب فشل صفقة طائرات "إف-35"، تسعى أنقرة إلى إعادة تزويد أسطولها بمقاتلات من طراز "إف-16"، لكن الاتفاق يواجه معارضة في الكونغرس.
وبدا جاووش أوغلو واثقاً هذا الأسبوع من تغلب صفقة شراء 40 طائرة من طراز "إف-16"، بالإضافة إلى تقنيات لتحديث أسطولها الحالي، على عقبات في الكونغرس.
وقال للصحافيين: "توصلنا إلى اتفاق مع إدارة بايدن، وسعدنا بتأكيد الإدارة أن الاتفاق لا يشكل أهمية لتركيا فحسب، بل لحلف شمال الأطلسي أيضاً. إذا اتخذت الإدارة الأميركية موقفاً حازماً... فلن تكون هناك مشكلة".
وردّ نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الجمعة، على تقارير إعلامية تفيد بسعي إدارة بايدن أيضاً للحصول على موافقة الكونغرس لشحن طائرات "إف-35" إلى اليونان، العضو في حلف شمال الأطلسي، قائلاً: "تركيا واليونان كلاهما حليف حيوي في الناتو ولدينا تاريخ في دعم أجهزتهما الأمنية".
(أسوشييتد برس)