انتقد وزير الداخلية في حكومة طالبان سراج الدين حقاني، أول أمس الجمعة، سياسات حركة طالبان معتبراً إياها بأنها غير قابلة للتحمل، ومشدداً على أن على الجميع إدراك مسؤوليته تجاه الشعب الأفغاني والتعامل معه بروية.
وقال سراج الدين حقاني، أحد أبرز قادة طالبان وله نفوذ كبير في أوساط الحركة وزعيم شبكة حقاني، في كلمة أمام اجتماع لعلماء الدين في ولاية خوست الجنوبية، أن "هناك من يرون أنفسهم على حق ويرون أن قراراتهم كلها صائبة، لكنهم بذلك يدفعون الحكومة والشعب صوب الخطر".
وأضاف المتحدث ذاته أن "هناك من سيطر على السلطة ولا يغير سياساته ولا يسمع لأحد ولا للشعب، ظانين أنهم على صواب فقط، إن هذه الحالة غير قابلة للتحمل، الشعب الأفغاني له حق علينا".
وتابع: "الشعب الأفغاني حتى ولو كان على غير الصواب أو بعيداً عن الدين (لو قبلنا ذلك) أين مسؤوليتنا نحن، أمس كانت على عاتقنا مسؤولية غير مسؤولية اليوم (...) دعنا ندرك ذلك، وإذا كان هكذا تعاملنا مع الشعب، هل تتوقعون منهم أن يعملوا معنا بشكل حسن".
وكان سراج الدين حقاني، نائب زعيم طالبان وزعيم شبكة حقاني، معروفاً في أوساط الحركة بأنه من المتشددين، غير أنه بعد وصول طالبان إلى السلطة بدأت مواقفه تتغير قليلاً، إذ عبر بشدة وفي أكثر من مكان عن ضرورة التعامل مع العالم الخارجي، وإعطاء النساء حقوقهن في التعليم والعمل.
وكان حقاني هو أول من ذهب إلى قندهار برفقة وزير الدفاع الملا يعقوب نجل الملا عمر للتباحث بشأن تعليم الفتيات، بعد أن أعلنت طالبان إغلاق الجامعات في وجههن في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، للنقاش مع زعيم طالبان الملا هيبت الله أخوند، غير أن الرجل لم يصغ لكلامهم.
وليس حقاني أول قيادي في الحركة ينتقد سياسات طالبان، بل سبق أن تحدث الكثيرون مثل نائب وزير الخارجية ورئيس المكتب السياسي سابقاً، شير محمد عباسي ستانكزاي، والملا عبد الغني برادر، حول سياسات الحركة، تحديداً فيما يرجع بتعليم الفتيات، غير أن حقاني أكثرهم نفوذاً وقوة.
وسبق أن أكدت مصادر في طالبان لـ"العربي الجديد" أن زعيم طالبان الملا هيبت الله أخوند، ويرافقه عدد من القادة مثل وزير الحج والأوقاف الملا نور محمد ثاقب، ووزير التربية والتعليم حبيب الله آغا، ووزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد خالد حنفي، ووزير التعليم العالي ندا محمد نديم هم من يتخذون قرارات مصيرية، وأن زعيم الحركة شخصية متشددة للغاية، ويحب أكثر من يؤيد قراراته المتشددة.