جدد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار دعوته اليونان لتغليب لغة الحوار مع بلاده، وتوفير نفقات التسلح والمناورات العسكرية لصالح رفاهية الشعب اليوناني، وتقاسم ثروات المنطقة لتنعكس على شعبي البلدين.
وتحدث أكار، في تصريحات نشرتها صحيفة "حرييت" اليوم الخميس عن سباق التسلح اليوناني، قائلاً إن "إحداث التوازن العسكري لا يمكن أن يكون عبر شراء عدة مقاتلات تخرج من جيوب الشعب اليوناني، والممارسات التي تقوم بها الطبقة السياسية مع الأزمة الاقتصادية تؤدي لانخفاض مستوى رفاه الشعب اليوناني، فالتوقف عن المناورات فقط سيوفر على اليونان ملايين الدولارات".
وأوضح الوزير أن "سباق التسلح اليوناني ينطلق من رغبات سياسية تقوم على استعداء تركيا، ولكن هذا يؤثر على الشعب، لأن التاريخ وعلم الرياضيات هناك، والحوار يحل جميع المشاكل العالقة".
ودعا أكار الجانب اليوناني للحوار بالقول "تعالوا للحوار بأي مكان ترغبون به، من أجل حل جميع المسائل العالقة، ليس بشكل سريع بل عبر خبراء يتحدثون مع بعضهم البعض، الحلول لا تكون بالضغط عبر التحالفات بل بين الجيران، ويمكن لنا حل مشاكلنا كجيران ونقول دعونا لا نتحدث عبر وزراء الدفاع، بل وزراء السياحية، نقول ليكسب شعبا البلدين، ماذا عسانا أن نقول أكثر".
الوزير واصل كلامه بالقول "نهدف إلى تأمين حلول للمسائل العالقة عبر الحوار بطرق سلمية مستندة لحسن الجوار والقانون الدولي، وكل ما تتمناه الحكومة التركية أن يتقاسم الشعبان التركي واليوناني ثروات المنطقة بشكل عادل في ظل السلام والرفاه والأمن، ورغم المواقف التركية تواصل اليونان التصعيد والتحريض".
وعقدت تركيا واليونان حتى الآن 63 جولة من المحادثات الاستكشافية من أجل حل المشاكل العالقة بين البلدين ولكنها لم تؤد حتى الآن لأي تقدم على صعيد حل الخلافات وأبرزها ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، ومسألة اللاجئين، والتنقيب في شرق المتوسط وقضية جزيرة قبرص المقسمة.
وصعدت تركيا العام الماضي من مواقفها ضد اليونان وأوروبا، مع دعم عسكري وسياسي قدمته لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا غيرت فيه التوازنات في البلاد، فضلاً عن ملف التنقيب في شرق المتوسط بمناطق عديدة أدت إلى تصعيد كلامي كبير بين أوروبا الداعمة لليونان وتركيا، انخفضت حدته العام الحالي، ولكن لا تزال تأثيراته مستمرة.
وأدى التوافق على إنشاء حكومة جديدة في ليبيا والاستعداد للانتخابات المقبلة لانخفاض حدة التوتر شرق الفرات، ولكن لا تزال تركيا ترغب بعقد مؤتمر لدول حوض شرق الفرات من أجل تقاسم عادل لثروات الغاز والنفط بالمنطقة.
وفيما يخص الحشود الأميركية في منطقة ألكسندروبوليس المعروفة بتركيا باسم "دده آغاش"، مؤخراً، قال أكار أن "تركيا تراقب الحشود العسكرية لعدد من الدول في تلك المنطقة وتعتقد أنها مجرد مناورات عسكرية ويتم متابعة ما يجري هناك".
وأنشأت أميركا مؤخراً قاعدة عسكرية في منطقة ألكسندروبوليس اليونانية، وهي تقع على مقربة من الحدود التركية، وحشدت فيها عددا كبيرا من الجنود والآليات العسكرية، الأمر الذي أثار قلق أنقرة في موقف ظهر وعلى أنه لتحقيق التوازن بين اليونان وتركيا.