يزور وزير الخارجية في النظام السوري فيصل المقداد العاصمة المصرية القاهرة، مساء اليوم الاثنين، للمشاركة في أعمال لجنة الاتصال العربية التي أقرتها الجامعة العربية بخصوص تنفيذ مخرجات اجتماع عمّان التشاوري، في حين زار معاونه أيمن سوسان الأردن، أمس، بهدف التحضير للاجتماع.
وقالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إنه من المقرّر أن يلتقي المقداد في القاهرة بنظرائه من خمس دول عربية، هي السعودية، والعراق، ومصر، والأردن، ولبنان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن الاجتماع سيبحث في الآليات التي يمكن اعتمادها عربياً لمساعدة "سورية في تجاوز أزمتها".
وفي ما يخصّ مسار التطبيع بين النظام والسعودية، نقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية عربية تأكيدها أنه لا صحة لكل ما يشاع وينشر حول وجود عوائق تشوب العلاقات السورية - السعودية، إذ لا تزال السعودية مصممة على أن تكون عودة سورية إلى جامعة الدول العربية فعلية وليست شكلية، وأن يكون للعرب الدور الأكبر في مساندة سورية، مع التأكيد على أن دمشق سبق وأكدت أنها منفتحة على كل المبادرات، ولا سيما العربية منها، وهي ترحب بكل خطوة تدعم الجهد العربي في هذا الإطار.
وأضافت: "هناك أجواء إيجابية تسبق الاجتماع، حيث تريد البلدان العربية المشاركة أن يكون تحركها جماعياً وليس فردياً، بحيث تتمكن من إيصال رسائل إيجابية للغرب بضرورة الإسراع في معالجة الأزمة السورية، ورفع العقوبات، لما تسببه من تداعيات كارثية على الشعب السوري".
وسبقت هذا الاجتماع تحركات للنظام، الذي أعلن عن شنّ حملة تمشيط على الحدود مع الأردن لمكافحة تجارة المخدرات، والتي جاءت بعد اجتماع عُقد في الثالث والعشرين من شهر يوليو/ تموز الماضي بعمّان، بهدف مكافحة تهريب المخدرات على الحدود بين البلدين.
وأتى الاجتماع تنفيذاً لمخرجات اجتماع "عمّان التشاوري"، الذي استضافته المملكة في الأول من مايو/ أيار الماضي للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود السورية إلى الأردن.
وجاء الاجتماع التشاوري في عمّان بعد مشاركة رأس النظام السوري بشار الأسد في القمة العربية في السعودية، وهي المشاركة الأولى للنظام منذ تجميد مقعد سورية في الجامعة العربية عام 2012.
وكان وزراء خارجية دول عربية قد وضعوا في العاصمة الأردنية عمّان في مايو الماضي، أسس مبادرة عربية للحلّ في سورية، دعت إلى "خطوات تبادلية"، عبر تخفيف العقوبات والعزلة عن النظام، مقابل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتأمين العودة الآمنة والطوعية للاجئين، وحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات من دون أي عوائق إلى كل المناطق.
ويرى محللون ومراقبون أن طريق التطبيع مع النظام السوري محفوف بالفشل، بسبب تعنت النظام وعدم تجاوبه مع المطالب، حيث تشير تصريحاته إلى أنه يريد تطبيعاً دون تقديم تنازلات.