وفاة معتقل تحت التعذيب في الفرع 215 التابع للنظام السوري

سلّم النظام السوري، أمس الإثنين، لعائلة في السويداء، جثة أحد ذويها الذي قضى جراء التعذيب في أحد المعتقلات الأمنية التابعة لقوات النظام في مدينة دمشق، وأكدت مصادر أن وفاته كانت نتيجة التعذيب الذي تعرض له في الفرع 215، المرتبط ارتباطا وثيقا بصور "قيصر" لضحايا التعذيب المسربة من سجون النظام.

وقالت مصادر محلية قريبة من حركة "رجال الكرامة" التي تفاوضت مع النظام السوري لإطلاق سراح معتقلين في الفرع 215، لـ"العربي الجديد" إن النظام سلم جثة رائد الحمد (58 عاماً) لذويه في مدينة السويداء ضمن عملية إفراج عن معتقلين كانت قوات النظام قد اعتقلتهم من بلدة خازمة، العام الماضي.

ولفتت المصادر التي طلبت عدم تحديد هويتها، إلى أن الحمد كان عنصرا في فصيل محلي يسمّى "حزب اللواء السوري"، وعند محاولة قوات النظام اعتقاله سلم نفسه دون مقاومة مع آخرين، ولم يكن مصابا بأي جروح عند اعتقاله.

ونقلت المصادر أن جميع المعتقلين تعرضوا للتعذيب بعد نقلهم إلى الفرع 215 في دمشق، التابع لشعبة المخابرات العسكرية، والمسمى "سرية المداهمة"، وهو من أكثر الفروع شهرة عند السوريين، إذ خرج منه مئات المعتقلين أمواتا جراء التعذيب واختفى فيه المئات أيضا.

وذكرت المصادر أن وفاة الحمد تعيد التأكيد على أن القتل تحت التعذيب ما زال مستمرا في سجون النظام.

وبحسب المصادر، لم تتضح المدة التي قضاها الحمد في الفرع بشكل دقيق، وتقدر بحوالي سبعة شهور، مؤكدة أن جميع المعتقلين المفرج عنهم عليهم آثار تعذيب، وسجنهم النظام في المنفردات.

أخبار

التحديثات الحية

استمرار احتجاجات "طفح الكيل" في السويداء ضد النظام السوري

وفي الشأن ذاته قالت شبكة السويداء 24 إن آثار تعذيب شديد لا تزال بادية على أجساد المفرج، عنهم الذين خرجوا بعد تدخل حركة "رجال الكرام" لتفاوض أمن النظام، فأُطلق سراح سبعة، وأُعلن عن وفاة الثامن.

وتحدث عدد من التقارير المفتوحة عن الفرع 215، فوصفه موقع "مع العدالة" بأنه "معتقل للإبادة الجماعية في سورية"، مشيرا إلى أن أسباب وفاة المعتقلين فيه متعددة ومنها "ضربهم بإبر هواء عند الرقبة، كسر أعناقهم، عمليات الاغتصاب للرجال والنساء" أو انتشار الأمراض السارية مثل التهابات الكبد بدرجاتها، والطاعون والسل.

ويعد الفرع بحسب تقرير للموقع أحد أبرز معتقلات النظام الذي تحصل داخله عمليات تعذيب، وعمليات قتل جماعي للمعتقلين، بشكل يومي، حتى عرف بـ "فرع الموت".

وبحسب الموقع، فإن 3532 معتقلا قضوا في الفرع المذكور هم من الذين وثقهم بالصور المدعو "قيصر"، العسكري المنشق عن النظام، الذي سرّب آلاف الصور لآلاف المعتقلين الذين قضوا في سجون النظام ومعتقلاته.

وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الفرع 215 هو من أكثر الفروع التي شهدت حالات موت بسبب التعذيب، ويقع في منطقة المربع الأمني في حي كفرسوسة بالعاصمة دمشق، في جوار مجموعة من الفروع والمقرات الأمنية والعسكرية.