بدأ وفد أوروبي رفيع، مساء الثلاثاء، زيارة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، وذلك على وقع تصعيد عسكري واسع في الأطراف الجنوبية والغربية لمحافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد، جراء رفض جماعة الحوثيين كافة الدعوات الدولية لوقف القتال.
ويضم الوفد القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد لدى اليمن، ماريون للاليس، وسفراء فرنسا، جان ماري صفا، وألمانيا هيربرت جايجر، وهولندا، بيتير ديريك هوف، والمبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي، وفقا لوكالة "سبأ" الحكومية.
وحسب الوكالة، فقد أجرى الوفد، الذي لم يُعلن عن زيارته مسبقا لاحترازات أمنية على الأرجح، لقاءات مع رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، معين عبد الملك، ووزير الخارجية، أحمد عوض بن مبارك، كُرست لمناقشة التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية في اليمن.
وأبلغ رئيس الحكومة اليمنية الوفد الأوروبي بتطورات التصعيد العسكري للحوثيين في مأرب، وقال إنه "من الخطأ قراءة الهجوم الحوثي على مأرب بأنه لتحسين الموقف التفاوضي، وإنما حرب شاملة للسيطرة على كل اليمن وإجهاض أي فرصة لمسار السلام".
وأشار إلى أن "سلوك مليشيا الحوثي في ارتكاب الانتهاكات وجرائم الحرب بحق المدنيين والنازحين في مأرب وغيرها والاستهداف المتكرر للأعيان المدنية في السعودية، يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جدية مقاربته للوصول إلى السلام الشامل في اليمن من خلال وضع ضغوط فعالة وعقوبات تطال المليشيا الانقلابية وداعميها في طهران".
وقال عبدالملك: "من المؤسف أن الدعوات الدولية والإدانات لما يحدث في مأرب حتى الآن ما زالت غير قادرة على إدراك حجم وكمية الانتهاكات الحوثية، كما أنها لا تتعاطى مع تجاهل الحوثيين الكامل لهذا النوع من الإدانات الخافتة غير المعززة بالعقوبات التي تتناسب مع حجم الجرائم والانتهاكات اليومية من قبل المليشيا الحوثية والتدخل السافر للنظام الإيراني"، حسب تعبيره.
ومن المتوقع أن يعقد وفد الاتحاد الأوروبي لقاءات إضافية مع مسؤولين حكوميين وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا في وقت لاحق الأربعاء.
وتزامنت زيارة الوفد الأوروبي مع تصعيد عسكري واسع تشنه جماعة الحوثيين للأسبوع الثاني على التوالي في مديرية الجوبة جنوبي مأرب، فضلا عن معارك في مناطق متفرقة بمحافظتي شبوة وتعز.
وتحدثت مصادر إعلامية موالية للحوثيين عن اختراق ميداني للجماعة باتجاه منطقة الجديدة، مركز مديرية الجوبة، وقطع طريق الإمداد على مديرية جبل مراد، دون أن يصدر أي تعليق رسمي من المتحدث العسكري للحوثيين.
ولم يتسن لـ"العربي الجديد" الحصول على تعليق من الجيش اليمني في مأرب. وإذا ما صحت الأنباء حول سيطرة الحوثيين على مركز مديرية الجوبة الاستراتيجية، فسيشكل ذلك ضربة موجعة أخرى للقوات الحكومية التي خسرت 5 مديريات منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، في الأطراف الجنوبية والشرقية لمحافظتي مأرب وشبوة.
وأحصت وسائل إعلام حوثية، مساء الثلاثاء، 21 غارة جوية على مواقع الجماعة، 15 منها على مديرية الجوبة، مسرح العمليات الرئيسية التي يدور عليها القتال منذ نحو أسبوعين، كما أذاعت بيانات لتشييع 16 عسكريا، بينهم قيادات ميدانية رفيعة.
في المقابل، اكتفت القوات الحكومية، مساء الثلاثاء، بالحديث عن استمرار المعارك في مناطق جنوبي مأرب، حيث أعلنت استهداف تجمعات وتحركات للحوثيين، ما أسفر عن تدمير مدرعة وعدة دوريات عسكرية بما عليها من عتاد، فضلا عن هجوم في الجبهات الغربية لمحافظة تعز.
في سياق بعيد، قُتل طفل وجندي، الثلاثاء، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت قائد جبهة الأقروض في الجيش اليمني، العقيد محمد العيد، كما أصيب جنديان آخران في العملية التي تأتي بعد أيام من اغتيال قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح بالمدينة.