وصل وفد أمني عراقي رفيع المستوى برئاسة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، اليوم الأربعاء، إلى محافظة كركوك شماليّ البلاد، لمتابعة إجراءات حماية أبراج نقل الكهرباء، وذلك بعد سلسلة تفجيرات طاولت محطات وأبراجاً لنقل الطاقة الكهربائية في مناطق متفرقة من البلاد.
ودخلت البلاد منذ أيام في أزمة طاقة جديدة، بفعل تراجع إيرادات الغاز والكهرباء من إيران، وتنفيذ هجمات مسلحة على أبراج نقل الطاقة، بالتزامن مع ارتفاع قياسي في درجات الحرارة قاربت خمسين درجة مئوية.
وقال المكتب الإعلامي لمستشار الأمن العراقي في بيان له، إن الوفد الذي وصل إلى كركوك ضمّ أيضاً نائب قائد العمليات العراقية المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ووكيل جهاز الأمن الوطني حميد الشطري، موضحاً أن الوفد سيتابع الوضع الأمني وإجراءات القوات العراقية في حماية الأهداف والبنى التحتية والمنشآت النفطية ومحطات وأبراج نقل الطاقة الكهربائية.
وأشار إلى أن الوفد سيعقد اجتماعاً مع الحكومة المحلية في محافظة كركوك من أجل مناقشة عدد من القضايا المهمة.
وأكد مسؤول حكومي عراقي لـ"العربي الجديد"، أن زيارة الوفد الأمني لكركوك تندرج ضمن عدة إجراءات حكومية تهدف إلى إنهاء الهجمات التي استهدفت بشكل منظم أبراج نقل الطاقة الكهربائية خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى وجود قلق من احتمال تفاقم هذه الظاهرة، وانعكاس ذلك على تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي.
وأشار المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى وجود نية لتوفير قوات خاصة بحماية خطوط نقل الكهرباء، خصوصاً تلك التي تقع في قرى نائية بعيدة عن الحضور الأمني.
وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، أمس الثلاثاء، تمكن قيادة عمليات الجيش في محافظة ديالى شرقي البلاد من إحباط محاولة لاستهداف أبراج نقل الكهرباء في المحافظة.
وأشارت في بيان لها إلى أن المتابعة الميدانية وتوافر المعلومات الاستخبارية، قادا إلى إحباط قوة مشتركة من الجيش والشرطة محاولة لتفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية في منطقتي حلوان وسيد جابر التابعتين لبلدة جلولاء في محافظة ديالى.
وقالت الخلية إن القوات الأمنية تمكنت من ضبط عبوات ناسفة كانت قريبة من هذه الأبراج، مشيراً إلى أن عناصر إرهابية كانت قد وضعتها بهدف الإضرار بالمنظومة الكهربائية، إلا أن قسم مكافحة المتفجرات في شرطة ديالى تمكن من معالجتها دون حادث يذكر.
وشهد العراق خلال الفترة الماضية عمليات تفجير طاولت العشرات من أبراج نقل الطاقة الكهربائية في محافظة ديالى شرقي البلاد، ومحافظات صلاح الدين وكركوك ونينوى (شمالاً)، وذلك بالتزامن مع موجة حر وصلت إلى مستويات قياسية في عدد من مدن العراق، رافقها تراجع في ساعات التزويد بالكهرباء، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في عدد من مناطق البلاد.
وتُعَدّ محافظة ديالى المرتبطة حدودياً مع إيران من طرف، ومع العاصمة بغداد من طرفها الآخر، من أكثر المحافظات عرضة لعمليات استهداف أبراج الكهرباء، التي يتهم بتنفيذها بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي.
وخلال الأيام الأخيرة، شمل انقطاع التيار الكهربائي نحو 70 في المائة من مناطق المحافظة بعد تفجير أبراج الخط الإيراني الناقل للطاقة في أطراف بلدة السعدية شمال شرقي المحافظة، فيما لم تنحصر أضرار تجهيز الكهرباء على ديالى وحدها، بل تأثرت العاصمة بغداد، التي فقدت نحو 485 ميغاواط بسبب انقطاع إمداد ديالى بالطاقة.