وصل وفد من مجلس السلم والأمن الأفريقي، مساء أمس الإثنين، إلى العاصمة الصومالية مقديشو، لبحث قرار طرد نائب رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي سيمون مولونغو بعد بيان صحافي من الخارجية الصومالية، الخميس الماضي، وصفه بأنه شخص غير مرغوب به، وأمهله سبعة أيام للمغادرة.
وكان رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي فرانسيسكو ماديرا في استقبال الوفد الأفريقي، الذي يقوده سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم للاتحاد محمد عمر جاد. ويتوقع أن يلتقي الوفد الأفريقي صباح اليوم الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، ورئيس الحكومة الفدرالية محمد حسين روبلي، لمناقشة مسألة طرد نائب رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.
وتأتي جهود الاتحاد الأفريقي لثني الصومال عن قرار طرده لنائب رئيس البعثة في مقديشو، في وقت تحدث وزير الخارجية الصومالية محمد عبدالرزاق عن أن سيمون مولونغو كان يتصرف خارج تفويضه، وحاول عرقلة تحقيق جنائي حول مقتل سبعة مدنيين بيد القوات الأفريقية في جنوب البلاد.
وأوضح محمد عبد الرزاق، في حديث لوسائل إعلام محلية، السبت الماضي، أنّ الحكومة الصومالية أصدرت تحذيرات لنائب رئيس البعثة الأفريقية في البلاد، لكن قرار الحكومة الفدرالية واضح، وعليه مغادرة البلاد في غضون سبعة أيام.
والتقى عبد الرزاق، أول أمس الأحد، رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال بمقر الخارجية الصومالية، وناقشا سبل تسليم الجيش الصومالي المهام الأمنية من القوات الأفريقية (22 ألف جندي) في جنوب البلاد ووسطها.
وقال بيان صحافي للخارجية الصومالية، إنّ وزير الخارجية أكد لمندوب الاتحاد الأفريقي أهمية توحيد الجهود المشتركة بين الجانبين، لضمان انتقال آمن لتسليم المهام الأمنية للجيش الصومالي، إلى جانب رفع جهوزية القوات الصومالية لتولي الملف الأمني من الاتحاد الأفريقي. وأضاف البيان أنّ الجانبين بحثا أيضاً إمكانية توفير غطاء أمني لمقار الانتخابات في البلاد، وتعزيز جهود بناء الدولة في الصومال.
وطلب الصومال، الخميس، من مولونغو المغادرة في غضون أسبوع بعد إعلانه شخصاً غير مرغوب فيه. وقالت وزارة الخارجية الصومالية، في بيان، إن "سيمون مولونغو، نائب الممثل الخاص لمفوضية الاتحاد الأفريقي في مقديشو، لم يعد مرحباً به في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، وذلك بسبب أنشطته المزعومة التي لا تخضع لقوانين البلاد".
وأضاف البيان أن "الوزارة الصومالية تمهل مولونغو مدة 7 أيام لمغادرة البلاد، وذلك بسبب انخراطه في أنشطة لا تتوافق مع تفويض بعثة الاتحاد الأفريقي في البلاد، واستراتيجيته الأمنية"، من دون إبداء أسباب أخرى لأمر المسؤول بمغادرة البلاد.
ووفق مراقبين، فإن قرار طرد نائب رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي سيترك تداعيات سياسية وأمنية في العلاقات بين الصومال والاتحاد الأفريقي، هذا فضلاً عن إمكانية تقويضه جهود دفع الصومال نحو الخروج من الفوضى الأمنية والسياسية التي عاش فيها منذ عقود.
وتتألف بعثة حفظ السلام الأفريقية من دول أفريقية عدة، وهي إثيوبيا وأوغندا وكينيا وجيبوتي وبوروندي، ويصل قوامها إلى نحو 22 ألف جندي، وتواصل مهامها القتالية وتوفير الحماية للرئيس الصومالي ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة الفدرالية، إلى جانب حماية المقار الحساسة مثل القصر الرئاسي والمطار والميناء والبرلمان، وذلك منذ عام 2007.