أفادت وكالة "فارس" الإيرانية، مساء الأحد، بأن الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، "أرغم على قطع زيارته للإمارات بتوصية من سلطاتها"، مشيرة إلى أنه "في طريق عودته إلى طهران".
وأضافت الوكالة أن "أحمدي نجاد لم ينجح خلال الزيارة في تحقيق أي من أهدافه"، من دون الإشارة إلى هذه الأهداف أو إلى أسباب طلب الإمارات منه مغادرة البلاد.
وأشارت قناة "دولت بهار" على منصة "تليغرام"، التي تغطي نشاطات أحمدي نجاد، إلى أن نجاد وصل إلى مطار العاصمة طهران بعد زيارته لدبي التي استمرت خمسة أيام، من دون الإشارة إلى أنه "أرغم على مغادرة الإمارات" كما أوردت وكالة "فارس".
ونشرت "دولت بهار" ليلة الأحد، رسالة لأحمدي نجاد بعد ختام زيارته، قائلا فيها إنه خطط لزيارته لدبي لمدة ثلاثة أيام "لكن بعدما عرفنا أنه من غير ممكن تنفيذ البرامج خلال هذه الأيام مددناها إلى خمسة أيام والآن انتهت الزيارة".
ووعد نجاد بنشر تقرير شامل عنها للشعب الإيراني خلال المستقبل القريب، قائلا إنه سيشرح أهمية إكسبو دبي وأهمية مشاركة إيران فيه، مقدما الشكر للإيرانيين الذين قصدوا الإمارات للقاء معه، وكذلك أعرب عن شكره للشعب الإماراتي والسلطات الإماراتية على تنظيم المعرض وتسهيلاتها له أثناء الزيارة.
ووصل الرئيس الإيراني الأسبق إلى دبي الأربعاء الماضي، لزيارة إكسبو دبي 2020، لكن زيارته هذه أثارت جدلا وانتقادات وتساؤلات في إيران، خاصة في الأوساط المحافظة وذلك بعد التقاطه صورا مع الفتيات والنساء غير المتحجبات.
وخلال تفقده أجنحة المعرض لقي أحمدي نجاد استقبالا من الزائرين وأصحاب الأجنحة، وسط أنباء عن قيامه بزيارة جناح إسرائيل في إكسبو، لكن مقربين منه نفوا صحتها مؤكدين أن الصورة التي نشرت عن ذلك تعود إلى زيارته جناح فيتنام وليس لجناح إسرائيل.
كما أن ثمة روايات وتساؤلات اجتاحت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في إيران، عما اذا كان أحمدي نجاد يريد عدم العودة إلى إيران وتقديم طلب للجوء السياسي، غير أن البرلماني الإيراني، أحمد علي رضا بيغي، الذي رافق أحمدي نجاد خلال الزيارة، نفى صحة هذه الأنباء، قائلا إن زيارته "ليست سياسية وإنما لأغراض شخصية".
وانتقد علي أكبر جوانفكر، المقرب من أحمدي نجاد ومستشاره الإعلامي السابق، "الشائعات" والانتقادات حول زيارته إلى الإمارات، معتبرا إياها "تحركات شيطانية" نسبها إلى "تيار فاسد وعناصره المعلنة والخفية"، عازيا ذلك إلى الانزعاج من "الحفاوة البالغة" التي لقاها الرئيس الإيراني الأسبق خلال تفقده المعرض.
وتسلم أحمدي نجاد، الرئاسة الإيرانية لدورتين متتاليتين من 2005 حتى 2013، لكن فوزه بالرئاسة عام 2009 رافقه جدل واسع واحتجاجات على نتائج الانتخابات من قبل التيار الإصلاحي.
وينحدر أحمدي نجاد من التيار المحافظ، لكنه اختلف معهم في دورته الرئاسية الثانية من 2009 إلى 2013، فضلا عن اختلافه أيضا مع المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في السنوت الأخيرة من ولايته الثانية، وهو ما زال عضوا معينا من قبل المرشد في مجمع تشخيص مصلحة النظام، المخول برسم الخطوط العريضة للسياسات الإيرانية.
وخلال السنوات الأخيرة، أصبح يوجه أحمدي نجاد انتقادات حادة لسياسات إيران الداخلية والخارجية، ويتحدث بطريقة مختلفة، ما دفع محافظين إلى اتهامه بأنه بات "بوقا لمعادي الثورة".
ورفض مجلس صيانة الدستور أهلية أحمدي نجاد للانتخابات الرئاسية عامي 2017 و2021.