ولي العهد الكويتي خلال افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة: أمامنا مرحلة جديدة من العمل والإصلاح
افتتح وليّ عهد الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، صباح اليوم الثلاثاء، دور انعقاد مجلس الأمة (البرلمان) الجديد، بعد الانتخابات التي أُجريت في 6 يونيو/حزيران الجاري، وسط تغيير محدود بلغت نسبته 24%، مع اختراق جديد للمعارضة بحصولها على نحو 35 مقعداً.
وتقضي المادة 104 من الدستور الكويتي بأن "يفتتح الأمير دور الانعقاد السنوي لمجلس الأمة، ويُلقي فيه خطاباً أميرياً يتضمن أحوال البلاد وأهم الشؤون العامة، التي جرت خلال العام المنقضي، وما تعتزم الحكومة إجراءه من مشروعات وإصلاحات خلال العام الجديد"، وللأمير أن "ينيب عنه في الافتتاح أو في إلقاء الخطاب الأميري رئيس مجلس الوزراء".
وقضى مرسوم أميري صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، باستعانة أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بوليّ العهد "لممارسة بعض الاختصاصات الدستورية للأمير وبصفة مؤقتة"، وبذلك تشمل صلاحياته حلّ مجلس الأمة، وتشكيل الحكومة وقبول استقالتها، وكافة المسائل السيادية التي تقع ضمن صلاحيات الأمير الدستورية نيابةً عنه.
سمو نائب الأمير وولي العهد: عليكم الارتقاء بالممارسة الديمقراطية والتركيز على تعزيز دور مجلس الأمة الرقابي وتفعيل دوره التشريعي بما يحقق طموح المواطنين وتطلعاتهم وإعطاء الحكومة مهلة كافية للإنجاز#كونا #الكويت pic.twitter.com/c9WxdWq5iY
— كـــــــــــونا KUNA (@kuna_ar) June 20, 2023
وافتتح وليّ العهد الشيخ مشعل الأحمد، دور انعقاد مجلس الأمة، في خطاب ألقاه نيابةً عن أمير الكويت، قائلاً: "بعد أن قال الشعب كلمته وأثبت وفاءه لقيادته، التي تقدره وتحترم كامل إرادته، واستجاب لتصحيح المسار، وعلم أن الإصلاح سبيل النهضة والاستقرار، وبعد أن عدنا للأمة مصدر السلطات لاختيار ممثليه، نلتقي اليوم لنؤكد أننا نعمل من أجل هدف ومصلحة واحدة، ويجمعنا كيان عظيم اسمه الكويت".
وتابع: "أمامنا مرحلة جديدة عنوانها العمل والإصلاح من أجل الكويت، مليئة بالتطلعات والطموحات وتحقيق الغايات، متوكلين على الله لرسم مستقبل مشرق لشعبنا الكريم ولأجيالنا القادمة، في ظل القيادة الرشيدة والحكمة المعهودة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد".
وشدد ولي العهد على أنه "لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانيات في صراعات وتصفيات حسابات وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة، باتت محل استياء وعقبة أمام الإنجازات، ولن نسمح أن تظل الرؤية وتختلط الأمور، ونحن على ثقة بإدراككم ووعيكم في ما نواجهه من تحديات"، مؤكداً: "نحن على ثقة بحرصكم بقسمكم العظيم وحملكم الأمانة الغالية، وتجسيد التعاون والارتقاء لمستوى الآمال والطموحات التي يعلقها عليكم أهل الكويت ليظل وطننا العزيز، كما عاهدناه منارة للإنسانية ومحطة للدبلوماسية ورائداً للتنمية".
وقال وليّ العهد مخاطباً أعضاء البرلمان "انطلاقاً من دور مجلس الأمة في دفع مسيرة الإنجاز الوطني، وتصويب ممارسة العمل البرلماني وتنقيته من الشوائب، التي تعيق أداء دوره في التشريع الإيجابي، والرقابة الموضوعية الجادة، فإننا نوجه أعضاء المجلس نحو تفعيل التعاون البنّاء مع الحكومة لإزالة كل أسباب الاحتقان".
وأضاف: "عليكم الارتقاء بالممارسة الديمقراطية، والتركيز على تعزيز دور مجلس الأمة الرقابي والتشريعي بما يحقق طموحات وتطلعات المواطنين، وإعطاء الحكومة مهلة للإنجاز ثم استخدام الوسائل الدستورية بحكمة ورشد، والارتقاء بالخطاب البرلماني لتبقى الكويت نموذجاً أصيلاً في ممارسة الديمقراطية".
واستطرد وليّ العهد مُخاطباً أعضاء مجلس الأمة: "راعوا في تقديم مقترحاتكم العدالة الاجتماعية لتعود بعد إقرارها بالنفع على أبناء الوطن جميعهم، مقترحات تحافظ على ثروات الوطن وتنميتها وتنويعها، وتكون ذات نتائج إيجابية بنظرة مستقبلية".
ودعاهم إلى "إنجاز المتأخر من التشريعات التي تهدف إلى صالح البلاد والعباد، وتسريع الخطى لتحقيق تطلعات وآمال المواطنين، والتحلي بالمسؤولية في التعامل مع المواقف وتقديرها بما يتماشى مع مصالح وطننا العزيز".
وأكّد وليّ العهد على أن الشعب الكويتي شريك أساسي في بناء الوطن، وقال: "أوصي أبناء وطني المساهمة في بناء الكويت ببذل مزيد من الجهد والعطاء، وتسخير كافة الطاقات الإبداعية، والمحافظة على نسيجه ووحدته الوطنية".
وبعد كلمة وليّ العهد، ألقى رئيس السن مرزوق الحبيني، كلمة بالإنابة عن أعضاء مجلس الأمة، ثم ألقى رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، "الخطاب الأميري"، الذي أكًد من خلاله على تقديم برنامج عمل الحكومة إلى مجلس الأمة، ومد يد التعاون مع المجلس لإنجاز التشريعات والقوانين بالتوافق بينهما وبما يتناسب مع مقدرات البلاد.
ورُفعت الجلسة مؤقتاً لمغادرة وليّ العهد، على أن تُستأنف بأداء أعضاء البرلمان اليمين الدستورية، ثم انتخابهم أعضاء مكتب المجلس: رئيس مجلس الأمة ونائب الرئيس وأمين السر والمراقب، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء اللجان البرلمانية.
ومن المتوقع أن يُزكّى عرّاب العمل البرلماني منذ سبعينيات القرن الماضي، النائب أحمد السعدون، في منصب رئيس البرلمان، كما في مجلس الأمة المُبطل الأخير، بعد ترشحه وحيداً، بفضل الإجماع الذي ما زال قائماً عليه من قِبل المعارضة، بينما يشهد منصب نائب الرئيس منافسة شديدة بين زعيم المعارضة في مجلسي 2020 و2022 محمد المطير، والبرلماني المخضرم مرزوق الحبيني، المحسوب على المعارضة التقليدية.