أكدت نشاطات ودعوات، أمس الأحد واليوم الاثنين، في ما يُسمى "يوم الغفران"، على الشرخ الحاصل داخل المجتمع الإسرائيلي والصراع في الحيز العام، خاصة بين الليبراليين والمتدينين، ضمن مشهد منقسم عززته خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة الإسرائيلية.
وأطلق ناشطون مناهضون للخطة، دعوات إلى التظاهر مساء اليوم الاثنين في مدينة حيفا مع انتهاء "يوم الغفران"، ضد صلوات في مكان عام في المدينة تتضمن فصلاً بين الجنسين.
وعلّق المحتجون لافتة كُتب عليها "في حيفا لا يوجد فصل على أساس جندري في الحيز العام".
وفي سياق متصل، شهدت مدينة تل أبيب أمس مشاحنات كبيرة بين مجموعات أرادت إقامة صلاة في شارع ديزنغوف، أحد الشوارع المركزية في مدينة تل أبيب، وبين آخرين رفضوا إقامة صلاة تفصل بين الجنسين في الحيز العام، قبل تدخّل الشرطة لتفريقها.
كما سُجلت أمس مواجهات لفظية بين المصلين والمتظاهرين في مدينة "زخرون يعقوب" قرب حيفا، حيث تم إنشاء عدد من أماكن الصلاة مع وجود حاجز بين الرجال والنساء.
وقال المحتجون، بحسب ما نقله موقع صحيفة "هآرتس"، الاثنين، "جئنا لتذكير إخوتنا بأننا نحن الليبراليين أيضاً لدينا مشاعر يجب أخذها بعين الاعتبار".
وكُتب في نص الدعوة: "اليوم، في يوم الغفران، نطلب منهم احترام مشاعرنا، كما حرصنا طوال السنوات السابقة على احترام مشاعر الآخرين. لن يكون هناك فصل جندري واستبعاد للنساء في حيفا".
وكانت المحكمة قد ردت الأسبوع الماضي طلباً لمنظمي الصلاة في تل أبيب لوضع فاصل بين النساء والرجال، بعد أن قررت بلدية تل أبيب، لأول مرة منذ أربع سنوات، بعدم السماح بذلك.
كما اعتقلت الشرطة أحد المتظاهرين لنحو ثلاث ساعات. وأزاح متظاهرون ضد الفصل الحواجز المتنقلة التي تم نصبها خلال الصلاة. وشهد المكان جدالات حادة أفضت إلى إخلاء المصلين المكان.
وبدا أن الأجواء في إسرائيل، بما فيها قرار بلدية تل أبيب، تتأثر بخطة التعديلات القضائية التي يرى معارضوها أنها ستجهز على "الدولة الديمقراطية"، ويتخوّفون في ظل حكومة حالية تجمع أقطاب اليمين المتطرف من متدينين وقوميين، من تعزيز الصبغة الدينية اليهودية للدولة على حساب الديمقراطية.
من جهته، حذر الرئيس الإسرائيلي السابق رؤوبين ريفلين، في مقال نشره أمس الأحد في صحيفة "هآرتس" من عمق الشرخ في المجتمع الإسرائيلي.
وأشار ريفلين إلى "خطاب القبائل" الذي ألقاه عام 2015، قائلاً "حذّرت من أننا نعيش في دولة تجمع القبائل التي أسستها لنعيش فيها ونخدمها معًا، في ظل المبادئ والقيم التي حددتها وثيقة الاستقلال: يهودية وديمقراطية، ومع المساواة لجميع مواطنيها وقبائلها. عشية يوم الغفران هذا، أجد نفسي أتأمل الواقع المحزن الذي تدهورنا إليه، حيث نشأت قبائل ترى الدولة أداة خدمة، إلى حد الاستعداد للمواجهة مع كل قيمها، وتجاهل ضرورة المساهمة فيها ومن أجلها".
واعتبر ريفلين أن "تمرد القبائل في البلاد يمكن أن يؤدي إلى فقدان كل الضوابط والتوازنات، بينما نشهد حالياً حكومة وكنيست يسمحان بل ويشجعان الانقسام والشرخ الذي يعطي إشاراته في كل عنصر أساسي لوجودنا (..) تبدو إسرائيل 2023 وكأنها دولة فوضوية تُقاد أكثر فأكثر من خلال تفضيل المصالح الشخصية (..) على الدولة، وضمان وجودها ووحدتها".