يوم ثانٍ من اجتياح الضفة الغربية| مداهمات وتحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية

29 اغسطس 2024
مقاومون فلسطينيون في مدينة جنين، 3 يوليو 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **اجتياحات وحصار مشدد:** تشهد مدن طولكرم وجنين ومخيماتهما اجتياحات وحصاراً من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة نحو عشرين آخرين، وتدمير البنية التحتية واعتقالات ميدانية.

- **تفاقم الأزمة الإنسانية:** تتواصل عمليات إطلاق النار العشوائي وتجريف الشوارع والبنية التحتية، مما يزيد من معاناة الأهالي المحاصرين في منازلهم دون معونات كافية أو خدمات طبية، مع تدمير المحال التجارية والشوارع وشبكات المياه والكهرباء.

- **تدخلات إنسانية مطلوبة:** دعا نهاد الشاويش المنظمات الإنسانية للتدخل السريع لتقديم المساعدة، وأوضح منتصر أبو الهيجاء أن نحو ألف جندي يتمركزون في مخيم جنين والحي الشرقي، مع مداهمات وتحقيقات ميدانية مكثفة وقطع شبكات المياه والاتصالات.

استشهد حتى الآن 16 فلسطينياً وأصيب نحو عشرين آخرين جراء الاجتياح

تتواصل عمليات إطلاق النار العشوائي في مدن ومخيمات جنين وطولكرم

أبو الهيجاء: قوات الاحتلال تفرض حصاراً كاملاً على مخيم جنين

لليوم الثاني على التوالي، تشهد مدينة طولكرم ومخيمات نور شمس وطولكرم شرقيّ المدينة، وكذلك مخيم جنين والحيّ الشرقي من مدينة جنين شماليّ الضفة الغربية، اجتياحاً وحصاراً مشدداً، كبّد الأهالي معاناة مضاعفة، فيما استشهد حتى الآن 16 فلسطينياً وأصيب نحو عشرين آخرين.

وفجر أمس الأربعاء، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "المخيمات الصيفية"، في مدن جنين وطوباس وطولكرم، وخاصة المخيمات فيها، بينما انسحبت من مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال شرقيّ الضفة الغربية صباح اليوم، مخلفة أربعة شهداء وثماني إصابات وتدميراً للبنية التحية، وسط تحقيقات ميدانية واعتقالات.

وفي خضمّ هذا كله، تتواصل عمليات إطلاق النار العشوائي في مدن ومخيمات جنين وطولكرم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، التي تداهم المنازل وتنفذ تحقيقات ميدانية واعتقالات وتجريفاً للشوارع والبنية التحتية، وما زاد المعاناة في شمال الضفة، حصار الأهالي في منازلهم، دون وجود معونات كافية، وكذلك حاجة المرضى للعلاج، وهو ما ينذر بتصاعد الأزمة الإنسانية إن استمر الاجتياح لأيام أخرى، وتشهد أيضاً اشتباكات مسلحة بين مقاومين وتلك القوات وتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع بآليات الاحتلال، بحسب ما أكدته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".

ويوضح رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش لـ"لعربي الجديد"، أن قوات الاحتلال تواصل اقتحام أحياء المخيم، ومداهمة المنازل منزلاً منزلاً، وسط إطلاق النار بصورة عشوائية، بينما دمرت جرافات الاحتلال العديد من المحالّ التجارية وخرّبت الشوارع والبنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء. ويؤكد الشاويش أن الوضع في مخيم نور شمس بات كارثياً، حيث فُرض حصار مشدد على الأهالي، ما يمنعهم من الخروج من منازلهم أو الحصول على المواد التموينية أو تلقي الخدمات الطبية. 

ويشير إلى أن هناك ثلاثة منازل قد تعرضت للحرق، إضافة إلى عدد آخر من المباني والمحلات التي دُمِّرَت أو هُدمَت بالكامل. وبحسب الشاويش، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبر عدداً من أصحاب المنازل على الانتقال إلى منازل أخرى في المخيم، وفتشها، وبعضها حُوِّل إلى ثكنات عسكرية، ونُصب قناصة فيها.

ووفق الشاويش، فإن أربعة فلسطينيين من مخيم نور شمس وطولكرم استشهدوا وأصيب عشرة آخرون بجراح، واحتُجِزَت جثامين ثلاثة شهداء، وكذلك هناك تحقيقات ميدانية ومعتقلون لكن لم يتم تبيان عددهم حتى الآن. ودعا الشاويش المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية إلى التدخل السريع لتقديم المساعدة إلى المواطنين والمرضى الذين يعانون من نقص حاد في الرعاية الصحية.

من جانبه، يوضح عضو الهيئة التنظيمية لحركة فتح منتصر أبو الهيجاء، لـ"العربي الجديد"، أن نحو ألف جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي يتمركزون في منطقتين أساسيتين، داخل مخيم جنين والحيّ الشرقي من مدينة جنين، ولوحظ أن هناك خيماً داخل مستوطنة فارغة في الحيّ الشرقي من مدينة جنين تُستخدم لإدارة عمليات لجيش الاحتلال، علاوة على اقتحام قوات الاحتلال بعض مناطق الريف في محافظة جنين في اقتحامات استمرت لساعات واستشهد خلالها أحد الشبان.

وبحسب أبو الهيجاء، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ يوم أمس، بمداهمات وتحقيقات ميدانية مكثفة اعتقلت فيها عدداً من المواطنين، جرفت فيها قوات الاحتلال الشوارع والبنية التحتية، ما أدى إلى قطع شبكات المياه والاتصالات، وانقطاع متذبذب للكهرباء، فيما تعطلت خدمات الاتصال منذ صباح اليوم، كذلك يُلاحظ التحليق المستمر للطائرات المروحية والطائرات المسيرة.

وتفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي، بحسب أبو الهيجاء، حصاراً كاملاً على مخيم جنين، ما يمنع الدخول والخروج، ويشمل هذا التضييق حتى سيارات الإسعاف التي تواجه صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة. ويشير أبو الهيجاء إلى أن الأهالي لم يكونوا على استعداد للتزود بالمخزون الغذائي، لأن الاقتحام كان مفاجئاً. وبحسب أبو الهيجاء، فإن سبعة مواطنين استشهدوا حتى الآن في مدينة ومخيم جنين، وأصيب أكثر من عشرة آخرين، لكن لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المعتقلين.