سجلت محافظة درعا الإثنين، مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين بجروح خطرة، نتيجة أربع عمليات اغتيال ضمن مناطق متفرقة نفذها مجهولون في أرياف محافظة درعا، جنوب سورية.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو "تجمع أحرار حوران" في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "كلاً من الشابين محمد أحمد اللباد الملقب غليص اللباد المتحدر من مدينة الصنمين، و زياد الزرقان المتحدر من بلدة كفر شمس، وهما مدنيان، قُتلا عصر الإثنين، إثر استهدافهما بطلقات نارية من قبل مجهولين على الطريق الواصل بين قريتي القنية وتبنة على أوتوستراد (دمشق -درعا) شمال محافظة درعا، جنوب سورية".
وأشار الحوراني إلى أن "المنطقة التي جرت فيها حادثة الاغتيال، هي منطقة أمنية تابعة للنظام السوري، ولم يسبق أن خرجت عن سيطرته مطلقاً"، لافتاً إلى أن "تجمع أحرار حوران رصد عدة عمليات اغتيال مشابهة اتُهمت أجهزة النظام الأمنية بالوقوف خلفها".
وأضاف أن "الشابين محمد قاسم عودة السبروجي المتحدر من بلدة جلين، وهيثم عويضان المتحدر من مساكن جلين، قُتلا مساء الاثنين أيضاً، إثر استهدافهما بالرصاص من قبل مجهولين بالقرب من الشركة الليبية في بلدة جلين غرب محافظة درعا". وأكد أن "الشاب أحمد محمد المصري، قُتل كذلك مساء الاثنين، وأُصيب شاب آخر كان برفقته من عائلة المحاميد، إثر استهدافهما بالرصاص المباشر من قبل مجهولين في حي طريق السد بدرعا".
وأوضح عضو التجمع أن "صالح جاسم الزوري، وهو عنصر يعمل ضمن الأمن القومي التابع للنظام السوري يتحدر من قرية خربة قيس، أُصيب هو الآخر بجروح بالغة مساء الإثنين، إثر استهدافه بطلق نار من قبل مجهولين قرب بلدة المزيريب غرب محافظة درعا، لتسجل محافظة درعا حتى الآن أربع حالات اغتيال خلال ساعات قليلة".
ونوه الحوراني إلى أن محافظة درعا سجلت منذ بداية كانون الثاني/ يناير الحالي وحتى الآن 16 محاولة اغتيال ضمن مناطق متفرقة من أرجاء المحافظة، نتج عنها 11 قتيلاً، بينهم 9 مدنيين، واثنان آخران يتبعان لـ "اللجنة المركزية"، بالإضافة لثلاثة جرحى أُصيبوا، وشخصين نجوا من محاولتي اغتيال.
وأحصى مكتب التوثيق في التجمع "291 عملية ومحاولة اغتيال خلال العام الفائت 2021، نتج عنها مقتل 226 شخصاً، موزعين على 131 مدنيا، و95 من غير المدنيين". ولفت المكتب في تقريره السنوي إلى أن "عملية التسوية الأخيرة في المحافظة لم تساهم في وضع أي حد أو تخفيف من الانفلات الأمني في المحافظة، والذي تمثل في استمرار عمليات الاغتيال بشكل لافت".
وشهدت محافظة درعا عقب عمليات التسوية الأخيرة مع نهاية شهر آب/ أغسطس العام الفائت، ازدياداً غير مسبوق في عمليات الاغتيال، حيث تم الاتفاق حينها على تسوية بين النظام السوري ولجان التفاوض في مدينة درعا (درعا البلد – حي طريق السد – مخيمات درعا)، جرى بموجبها تسليم عدد محدد من السلاح الخفيف، وإجراء تسوية لعدد من المطلوبين، تبعتها تسوية لغالبية مناطق أرياف محافظة درعا بنفس الطريقة، لتكون هذه التسوية هي الثانية خلال ثلاث سنوات في المحافظة.