استطاع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بعد معارك الكر والفر التي يقوم بتنفّيذها في بلدة بيجي بمحافظة صلاح الدين، التمدّد في البلدة على حساب القوات الأمنية ومليشيات "الحشد الشعبي"، فيما تحدّث رئيس الوزراء حيدر العبادي عن "بطولات" القوات العراقية وإدامة "الانتصارات" في بيجي.
وقال مصدر محلّي في بلدة بيجي لـ"العربي الجديد" إنّ "معارك الكر والفر التي نفذها وينفّذها تنظيم داعش في بيجي، أحبطت معنويات القوات العراقية والحشد"، مبينا أنّها "أوقعت خسائر كبيرة في صفوفهما، ما زاد من قوة التنظيم الذي زاد من ضرباته وهجماته على مناطق متفرقة في البلدة".
وأوضح أنّ "داعش استطاع أخيرا السيطرة على ثلاث طرق رئيسة وحيوية في بيجي، كلّها تؤدي الى مصفاة النفط"، مبينا أنّ "التنظيم سيطر على طريق بيجي - الصينية المقابل لنهر دجلة، وطريق بيجي – مركز تكريت، وطريق الصينية وبيجي – مصفاة النفط من الجهة الشمالية الشرقية".
وأضاف أنّ "سيطرة داعش على هذه الطرق منحته قوة كبيرة بالتحرك وتأمين خطوط إمداده وقطع طرق القوات الأمنيّة وتضييق الخناق عليها".
من جهته، رأى عضو اللجنة الأمنيّة في مجلس صلاح الدين، محمد ناظم، أنّ "بقاء القيادات الأمنيّة والخطط الأمنيّة على حالها دون مراجعة وتحديث، تعني خسارة بيجي بالكامل، بل خسارة المحافظة من جديد".
وقال ناظم لـ"العربي الجديد" إنّ "داعش استطاع خلال المعارك الأخيرة استنزاف القوات العراقيّة والحشد، وإحباط معنوياتهم، الأمر الذي سيؤثّر سلبا على سير المعارك ويدفع داعش للتقدّم أكثر".
ودعا إلى "مناقلة القطعات العسكريّة، بين المحافظات، كأن تستبدل القوات بالقوات التي تقاتل في الأنبار، مع تغيير في صفوف القادة الميدانيين وتوحيد صفوف القوات الأمنية والحشد"، داعيا إلى "التنسيق مع طيران التحالف الدولي".
وأشار الى أنّ "داعش استطاع أن يستغل انهيار المعنويات، ويدفع بقوّات النخبة ويضرب ضربات بالصميم"، محذّرا من "خطورة الوضع في المحافظة بشكل عام".
في غضون ذلك، تحدّث رئيس الوزراء حيدر العبادي عن"بطولات القوات المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وأبناء عشائر".
وذكر مكتب العبادي، في بيان صحافي، أنّ "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي زار، أمس، قواطع العمليات في محافظة صلاح الدين وقضاء بيجي للاطلاع على سير العمليات الأمنية والعسكرية لإنجاز التحرير الكامل لمصفى بيجي وبعض المناطق المحيطة به".
وأضاف أنّ "العبادي عقد اجتماعا مع القادة الأمنيين والعسكريين وقادة الحشد الشعبي، حيث تم وضع الخطط الكفيلة لإدامة زخم الانتصارات المتحققة في مصفى بيجي وتحريره بشكل كامل لما يشكله من أهمية في الحرب مع العصابات الإرهابية".
وتابع أنّ "العبادي زار أيضا قرية المزرعة في بيجي وعقد اجتماعا أخر في مقر قيادة العمليات"، مؤكّدا أنّ "الانتصار في معركة بيجي وتحريرها بشكل كامل مهم جدا، لأنها تعتبر فصلا مهما جدا في كسب المعركة النهائية".
وعبّر العبادي عن "فخره ببطولات قواتنا المسلحة من جيش وشرطة وحشد شعبي وأبناء عشائر"، مؤكّدا "في الوقت الذي نخوض فيه معركة الإصلاحات، فإنّ علينا أن ننظر بذات الأهمية وأكثر لمعركتنا مع داعش".
وكان عضو مجلس عشائر محافظة صلاح الدين، الشيخ عبد الخالق الجبوري قد أكّد في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ المعارك العنيفة التي تجري في بلدة بيجي وخسارة المعارك فيها أثارت الخلاف في صفوف مليشيات "الحشد الشعبي"، الأمر الذي أدى الى انشقاق في صفوف الحشد وانسحاب عدد من فصائله وترك المعركة.
اقرأ أيضاً: الصدر يحشد أنصاره لتظاهرة "مليونية" الجمعة