بدأ وفد أوروبي رفيع المستوى، صباح اليوم السبت، زيارة رسمية للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن، جنوبي البلاد، وذلك للقاء حكومة الشراكة الجديدة.
ويضم الوفد بعثة الاتحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا وبلجيكا والنرويج وألمانيا والسويد وإيرلندا وفنلندا، وهو أرفع وفد دولي على الإطلاق يزور اليمن منذ بدء الحرب، وتحديداً منذ اجتياح جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) للعاصمة صنعاء أواخر 2014 والانقلاب على السلطة.
واعتبر وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، زيارة الوفد الأوروبي لعدن أنها "رسالة سياسية هامة"، تعبّر عن المساندة الأوروبية لحكومة الكفاءات الجديدة، ودعم جهودها لتطبيع الحياة العامة وإعادة تنشيط المؤسسات وتحقيق السلام واستعادة الأمن والاستقرار.
وذكرت وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة اليمنية، أن بن مبارك، عقد اجتماعاً مع السفراء، وأكد لهم أن نهج الحوار والمصالحة، هو السبيل الأنجع لحل الخلافات ونزع فتيل الصراع.
وأبلغ المسؤول اليمني، سفراء الاتحاد الأوروبي، أن الحكومة الشرعية "ستمضي نحو المصالحة الوطنية الشاملة"، بشراكة سياسية مع المجتمع الدولي لإرساء القواعد اللازمة لتحقيق سلام حقيقي دائم وشامل في اليمن. وأكد أن السلام "هو الطريق الوحيد" لحل الأزمة السياسية في اليمن ومعالجة تداعياتها الإنسانية الكارثية.
وزير الخارجية يلتقي سفراء عدد من الدول الاوربية - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/3XtTKyy2oC#EU#Yemen#اليمن
— وزارة خارجية الجمهورية اليمنية (@yemen_mofa) February 6, 2021
وتطرق الوزير اليمني إلى الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن قبل أكثر من شهر، حيث جدد اتهام الحوثيين بالوقوف وراء العملية التي أودت بحياة 28 شخصاً، وأشار إلى أن ذلك الهجوم، "لم يزد الحكومة إلا تماساً وإصراراً على الاضطلاع بمسؤولياتها لإنهاء العبث الحوثي بأمن اليمن واستقراره".
كذلك تطرق بن مبارك إلى التنصل الحوثي من معالجة أزمة خزان صافر النفطي، وعدم التزام الجماعة السماح للفريق الفني الأممي بالوصول إلى الخزان وتقييم حالته، كما كان متفقاً.
وأشار بن مبارك إلى أن التنصل الحوثي "لم يكن مفاجئاً للحكومة اليمنية التي سبق أن حذرت من ذلك في وقت مبكر بحكم تجربتها مع مليشيا الحوثي ومعرفتها بسلوكها".
ومن المقرر أن يعقد الوفد، في وقت لاحق اليوم، لقاءات مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك.
وتتزامن الزيارة مع بدء الولايات المتحدة الأميركية إجراءات شطب "الحوثيين" من لوائح الإرهاب، وهو التصنيف الذي أبدت البعثة الأوروبية معارضتها الشديدة له لأسباب إنسانية.
وقال متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية الجمعة: "أبلغنا الكونغرس رسمياً" بنيّة وزير الخارجية أنتوني بلينكن شطبهم من لائحة الإرهاب.
وأضاف المتحدث أن "هذا القرار لا علاقة له بنظرتنا للحوثيّين وسلوكهم المستهجن، بما في ذلك الهجمات على المدنيّين وخطف مواطنين أميركيّين".
وتابع المتحدّث: "أكدنا التزامنا مساعدة السعودية في الدفاع عن أراضيها ضد هجمات جديدة"، مشدداً على أن "تحرّكنا هذا ناجم فقط عن العواقب الإنسانيّة لهذا التصنيف الذي قامت به الإدارة السابقة في الدقائق الأخيرة".
وأشار إلى أن "الأمم المتحدة والمنظّمات الإنسانيّة أوضحت منذ ذلك الحين أنّه (إدراج الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية) سيؤدي إلى تسريع أسوأ أزمة إنسانية في العالم".