يروي تاريخ جمهورية الغابون قصةً معقدةً من الاستقلال إلى الانقلابات، حيث شهدت تحولات سياسية واضطرابات تمثلت في سياقات متنوعة، وقد تجاوزت البلاد تحدياتٍ عديدة لتصل إلى الوضع الحالي. نستعرض ملخصاً لأهم أحداث تلك الرحلة:
-
استقلال متأخر وبداية حكم ليون مبا
في عام 1960، نالت الغابون استقلالها من فرنسا، وتم انتخاب ليون مبا رئيساً للبلاد. ومع ذلك، شهدت الفترة الأولى من استقلالها ضعفاً في الاستقرار السياسي وتناوباً في السلطة.
-
عهد بونغو وحكم الحديد
بعد مرور ثلاث سنوات على استقلال البلاد، أُطيح مبا من السلطة في انقلاب عسكري، لكنه عاد بدعم فرنسي واستعاد الحكم، ثم خلفه ألبير برنار بونغو، الذي أسس نظاماً حزبياً وحكم بقبضة من حديد، وقد استفاد من ثروات النفط وغيّر حتى اسمه إلى عمر بونغو. تولّى الحكم لعدة فترات وسط اتهامات بالاستبداد.
2009: من الأب إلى الابن
توفي عمر بونغو في يونيو/حزيران 2009، وبعد انتخابات مثيرة للجدل في أغسطس/آب، أدّى أحد أبنائه علي بونغو اليمين الدستورية في أكتوبر/تشرين الأول رئيساً للبلاد.
وعلى الرّغم من الطعن بهذه الانتخابات، وافقت المحكمة الدستورية على نتائجها، لكنّ أعمال عنف دامية وقعت بعد الانتخابات. وتنتقد المعارضة "نظام بونغو الاستبدادي".
في عام 2010، فتح المدّعون العامّون الفرنسيون تحقيقاً في ممتلكات في فرنسا تعود لبونغو ورؤساء دول أفارقة آخرين.
2014: اضطرابات اجتماعية
اندلعت أعمال عنف في عام 2014 بين أنصار المعارضة وقوات الأمن خلال تظاهرة محظورة للمطالبة بتنحّي بونغو.
2016: اضطرابات بعد الانتخابات
جرت انتخابات 2016 في أجواء متوترة. وواجهت الحكومة جبهات عديدة مع إضرابات ومشاكل في الموازنة وانخفاض أسعار النفط.
وكان المنافس الرئيسي لبونغو زعيم المعارضة جان بينغ الدبلوماسي المخضرم الذي ترأس مفوضية الاتحاد الإفريقي وشغل مناصب عليا في الأمم المتحدة. وعندما أعلنت اللجنة الانتخابية فوز بونغو، اندلعت موجة أعمال عنف دامية.
2018: سكتة دماغية
أصيب علي بونغو بسكتة دماغية في أكتوبر 2018 أثناء وجوده في السعودية. نُقل إلى المغرب لتلقّي العلاج، واستمرت فترة نقاهته أشهراً عدّة.
2019: انقلاب فاشل
في 7 يناير/كانون الثاني 2019، نّفذ عسكريون منشقّون محاولة انقلابية، مستفيدين من غياب بونغو.
2022: اتهامات لتسعة من أبناء بونغو
بين مارس/ آذار ويوليو/ تمّوز 2022، اتّهم المدّعون العامّون الفرنسيون تسعة من أبناء عمر بونغو بالفساد، بما في ذلك اختلاس أموال عامة متعلقة بأصول مكتسبة في فرنسا، وذكروا أنّ العائلة تمتلك في فرنسا أصولاً تقدّر قيمتها بـ85 مليون يورو.
2023: دستور جديد
في أبريل/ نيسان 2023، صوّت البرلمان الغابوني على تعديل الدستور وتقليص فترة الولاية الرئاسية من سبع إلى خمس سنوات.
وانتقد قسم من المعارضة هذه التغييرات، ولا سيّما إجراء الانتخابات الرئاسية في دورة واحدة بدلاً من دورتين، معتبرة هذا التعديل وسيلة "لتسهيل إعادة انتخاب" بونغو.
الانقلاب الأخير
أعلن ضباط الأربعاء أنّهم أطاحوا الرئيس في انقلاب بعد إعلان فوز بونغو بولاية ثالثة في انتخابات مثيرة للجدل، بنسبة 64,27 بالمائة من الأصوات.
ويعكس تاريخ الغابون تحولات واضطرابات مستمرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، مما أثر بشكل كبير على مسارها التنموي واستقرارها السياسي.
(فرانس برس)