قبل ساعات من جلسة الكونغرس الأميركي التي تستهدف محاسبة طلاب مؤيدين لحقوق الفلسطينيين، أصدر طلاب 18 منظمة يهودية داخل الجامعات الأميركية بيانا، أكدوا فيه أنه مع إدانتهم لمعاداة السامية، فإنهم يُدينون في الوقت نفسه الأعمال الإسرائيلية الاستعمارية العسكرية، التي تستخدم نفس العنف تجاه الشعب الفلسطيني، وأنه لا يمكن خلط الانتقادات الموجهة لإسرائيل مع معاداة السامية.
وشدد الطلاب اليهود، في بيان لهم، على رفضهم "استهداف الطلاب العرب والفلسطينيين باسم معاداة السامية، وأكدوا أن الطلاب اليهود لن يكونوا آمنين حتى يصبح الطلاب الفلسطينيون والعرب والسود والمسلمون آمنين أيضًا".
وأشار الطلاب اليهود إلى أنه على مدى أكثر من 75 عامًا، عانى الفلسطينيون من السلب والتهجير والحصار العسكري بطريقة وحشية وعنيفة، و"نشهد اليوم إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، ورقابة عنيفة على من يتحدثون عن هذه الإبادة، مع استهداف إسكات الأصوات المدافعة عن حقوق الفلسطينيين في حرم جامعاتنا".
وأضافوا في بيانهم: "استُهدف الطلاب الفلسطينيين والعرب والسود والمسلمين في جامعاتنا، بشكل غير متناسب، بسبب مناصرتهم الحق الفلسطيني، وجرى تسريب معلوماتهم الشخصية، وعرضت أسماؤهم ووجوههم على شاحنات الإعلانات، وشهّر بهم في رسائل البريد الإلكتروني وحملات وسائل التواصل الاجتماعي، وواجهوا مضايقات لفظية وجسدية داخل الحرم الجامعي وحوله".
ونبهوا إلى أن هؤلاء فقدوا فرص العمل بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات، وواجهوا انعدام الأمن الوظيفي والسكن، وأطلقت النار على ثلاثة طلاب جامعيين فلسطينيين لمجرد "تحدثهم العربية وارتداء الكوفية في ولاية فيرمونت".
وتابع البيان: "هؤلاء الطلاب هم زملاء الدراسة وأصدقاؤنا، ونحن ندين أعمال العنف التي ترتكب ضد الفلسطينيين باسم حماية اليهود، ونرفض فكرة أن سلامة الطلاب اليهود تتطلب القضاء على التنظيمات الطلابية الفلسطينية. وبدلاً من ذلك، يجب علينا أن ندرك الطبيعة المتشابكة لمعاداة السامية والعنصرية المعادية للفلسطينيين في جامعاتنا، وخارجها".
ويعقد الكونغرس، غدا الثلاثاء، جلسة استماع بعنوان "محاسبة قادة الحرم الجامعي ومواجهة معاداة السامية"، يدلي فيها رؤساء جامعات هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة بنسلفانيا، بشهاداتهم. وتدعو الجلسة الرؤساء إلى "الرد على سوء التعامل".
وقال الطلاب في البيان إنه "في الشهرين الماضيين، كانت هناك حالات خطيرة ومروعة من معاداة السامية في جامعاتنا، ولكن عندما تنشر الجامعات والممثلون السياسيون بشكل خاطئ تهمة معاداة السامية الخطيرة كأداة لإسكات هذه الانتقادات الموجهة للحكومة الإسرائيلية، والدعوات لتحرير الفلسطينيين، فإنهم يقوضون خطورة تلك الحوادث المروعة، ونحن نشعر بالانزعاج والإحباط إزاء هذا الخلط الخطير".
وأكدوا التضامن التام مع "المجموعات المؤيدة للحق الفلسطيني في جامعاتنا، بما في ذلك لجنة التضامن مع فلسطين لطلاب جامعة هارفارد، وتحالف معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ضد الفصل العنصري، ومنظمة بنسلفانيا ضد الاحتلال".
ولفت هؤلاء إلى أن "معاداة السامية خطر متصاعد... لقد أرعبتنا مسيرة النازيين الجدد الشهر الماضي في ولاية ويسكونسن والتهديدات المعادية للسامية في حرم جامعة كورنيل، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن لأي نقاش حول معاداة السامية وكيفية استئصالها من مؤسساتنا أن يكون صادقًا أو فعالاً عندما يخلط كل الانتقادات الموجهة لإسرائيل مع معاداة السامية".
وأضافوا أنهم مضطرون في اللحظة الحالية للتصرف في ذكرى أسلافهم اليهود الذين تعرضوا لـ"أهوال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والطرد" من خلال "مقاومة الأعمال الإسرائيلية الاستعمارية العسكرية، التي تستخدم نفس العنف تجاه الشعب الفلسطيني".
وشددوا على تشاركهم رؤية السلام والعدالة مع المنظمات والحركات الفلسطينية في "جامعاتنا وخارجها"، مرددين "مطالبهم"، وأطلقوا دعوة إلى المصالحة الفورية في ضوء الحقائق التالية:
أولا: يرتبط أمان اليهود، في إسرائيل والشتات، ارتباطًا وثيقًا بتحرير فلسطين؛ وإن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد نحو السلام لجميع الناس.
ثانيا: إن انتقاد النظام الإسرائيلي ليس معادياً للسامية بطبيعته.
ثالثا: حرية التعبير ليست حرة إلا إذا جرت حماية الأصوات الفلسطينية والمدافعين عنها.
وختم هؤلاء بيانهم بقولهم: "نحن يهود ودفاعنا عن فلسطين متأصل في قيمنا اليهودية. ويذكرنا تاريخنا اليهودي بعدم تكرار ما حدث ضدنا لأي شخص، وتخبرنا يهوديتنا أن نناضل ضد السلطة ونشكك فيها عندما يتعرض استقلالنا الأخلاقي للخطر".
ووقع البيان كل من: يهود هارفارد من أجل فلسطين، ويهود معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لوقف إطلاق النار، و"بن تشافوراه"، ويهود براون من أجل وقف إطلاق النار الآن، وجمعية كلية الحقوق بجامعة هارفارد تسيدك، والصوت اليهودي من أجل السلام في كليات كليرمونت، وكلية هارفارد للدراسات العليا في التصميم، ويهود جامعة نيويورك ضد الصهيونية، وكلية هارفارد للدراسات العليا في التصميم اليهود في التصميم، وتحالف برينستون للتقدميين اليهود، ويهود ييل لوقف إطلاق النار، والصوت اليهودي من أجل السلام في جامعة ميريلاند، والصوت اليهودي من أجل السلام في جامعة جورج واشنطن، والصوت اليهودي من أجل السلام في بوسطن، والصوت اليهودي من أجل السلام في معهد روتشستر للتكنولوجيا، والصوت اليهودي من أجل السلام في جورج تاون، وهافرفورد وبرين ماور بيكو الصوت اليهودي من أجل السلام، وإذا لم يكن الآن- بوسطن.