وعادت الصحف الصادرة اليوم إلى السياسة الضبابية في كل ما يتعلق بالهجمات الإسرائيلية.
وفي وقت أسهبت فيه الصحف الإسرائيلية في الحديث عن التزام إسرائيل عدم التدخل في الحرب الأهلية في سورية، أشارت بشكل واضح إلى أن امتناع إسرائيل عن التصريح بمسؤوليتها عن العمليات والعودة إلى ما اعتبر "هامش الإنكار" ، وفق السياسة التي اعتمدتها منذ العام 2007 (قصف مفاعل دير الزور) يتيح للطرف المستهدف (سوريا والسودان مثلاً) من "ابتلاع الإهانة". أما التلويح بإنجازات القوات الإسرائيلية، فإنه سيحتم على الطرف المهاجَم الرد على العمليات.
وفي هذا السياق، أشار المحلل العسكري، في "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، إلى أن "عملية الأمس كانت مغايرة بعض الشيء، وإن كان القصف طال، على ما يبدو شحنات أسلحة موجهة لحزب الله، وهو يتماشى بالتالي مع السياسة المعلنة لوزير الأمن موشيه ياعلون، بعدم السماح بنقل أسلحة كيماوية لحزب الله، أو أسلحة متطورة تخرق ميزان القوى القائم، وعدم المس بالسيادة الإسرائيلية".
وبحسب ليمور، فإن "اعتداءات الأمس اختلفت عن سابقتها من الهجمات التي سبقتها، لناحية شن عدة هجمات في مواقع مختلفة وفي وضح النهار، الأمر الذي ألزم النظام في سورية الخروج عن صمته وعن سياسة الإنكار والاعتراف بوقوع الهجمات".
ورأى المحلل الإسرائيلي، أن "سورية لن ترد بشكل مباشر وإن كان من الوارد أن يأتي الرد عبر منظمات أخرى مثل حزب الله على الحدود مع لبنان".
لكن الأهم في هذا السياق، هو نفي قيادات ومصادر في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن، بأن يكون وراء الهجوم أسباب إنتخابية، وهو ما جرى تداوله في إسرائيل.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن هذه المصادر، قولها، إنه "في حال كانت إسرائيل هي التي شنت هذا الهجوم، فمن الواضح أن تحديد هذه المواقع، وهذه العمليات، كان قبل وقت طويل، ويصعب القول إنه جاء بناء على نزوات حزبية".
وأشارت الإذاعة إلى أن "التقديرات في إسرائيل تشير أن سورية وحزب الله غير معنيين على الأقل حالياً في التصعيد على الجبهة السورية، وهو ما ينطبق أيضاً على إسرائيل نفسها".
وفي هذا السياق، اعتبر المراسل العسكري في "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع، أن "الهجمات التي وقعت أمس، وضرب صواريخ كانت في طريقها إلى حزب الله تعتبر من وجهة نظر إسرائيل عملية ضرورية لتقليص الأخطار التي تهددها".
وأضاف أن "عدم وقوع خسائر في الأرواح يدل على أن إسرائيل ، غير معنية بالتصعيد ، وإنما تسعى لإزالة الأخطار وهي لا تزال في مهدها".
ورغم الصمت الرسمي الإسرائيلي حيال القصف، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ألمح إلى مسؤولية بلاده عن شن الهجمات، قائلاً خلال جلسة للحكومة أمس: "سنعالج كل التهديدات، بنفس المسؤولية التي عالجناها بها لغاية الآن. نحن نتابع ما يحدث في الشرق الأوسط باهتمام كبير، نصغي السمع ونتابع بعيون مفتوحة ما يحدث. أمور كثيرة تحدث، وسنبقى طيلة الوقت على أهبة الاستعداد وسنعالج هذه التهديدات والتحديات التي لا تتوقف".