بعيداً عن المدن والتجمعات السكانية، وفي بطن الصحراء الأردنية القاحلة، افتتح، اليوم الأربعاء، مخيم الأزرق للاجئين السوريين، الواقع في مدينة الأزرق، على مبعدة 100 كيلومتر شرق عمّان، ومثلها تقريباً عن الحدود الأردنية - السورية.
وبافتتاحه، يكون عدد مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن قد بلغ ستة مخيمات، هي مخيمات الزعتري، ومريجب الفهود، والسايبر سيتي، والحديقة، والراجحي، المخصص للمنشقين العسكريين، إضافة إلى مخيم الازرق.
وأعرب المسؤولون الأردنيون والأمميون، الذين وصلوا إلى المخيم بطائرة عامودية، عن أملهم في أن يكون المخيم مؤقتاً، وأن يحتفلوا بيوم إغلاقه في يوم حل الأزمة السورية، لكن واقع الحال يخالف أمنياتهم، فالبيوت الجاهزة المثبتة إلى الأرض بقواعد إسمنتية تعني أنها أمنية بعيدة المنال.
المخيم وأمنيات المسؤولين
خُصصت لإقامة المخيم، الذي ستبلغ طاقته الاستعابية القصوى 130 ألف لاجئ، مساحة 30 كيلومتراً مربعاً، استُغل منها حتى الآن 14 كيلومتراً، وفق مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين في الأردن، العميد وضاح الحمود.
وأشار الحمود، خلال مؤتمر صحافي، الى أن المخيم جاهز لاستقبال 26 ألف لاجئ، مقدراً ان ترتفع الجاهزية لاستيعاب 45 ألفاً نهاية يونيو/حزيران المقبل.
ووصلت أول دفعة من اللاجئين السوريين إلى المخيم، يوم الاثنين الماضي، والمكونة من 430 لاجئاً، ليصار نقل اللاجئين إلى المخيم الأزرق، بعد وقف نقلهم إلى مخيم الزعتري.
واستغل وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، حفل افتتاح المخيم، للتذكير بما قاله يوم افتتاح مخيم الزعتري للاجئين السوريين قبل نحو عامين. وقال جودة: "قلت يومها نحن لا نحتفل بافتتاح المخيم، سنحتفل عند اغلاقه، واليوم وبعد سنتين ها نحن نفتتح مخيماً جديداً"، لكنه استدرك بأن "الاحتفال بإغلاق المخيم لن يأتي في وقت قريب، لأننا ندرك ما يحدث في سورية".
وفي غمرة الأمنيات، قال وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي إن "هذا المكان مؤقت لتوفير الأمن والأمان والخدمات الأساسية التي تليق بكرامة الانسان"، وشدد على ضرورة ألا يدوم هذا المكان لفترة طويلة.
من جهته، دعا رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، أندرو هاربر، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين في المملكة. وقال هاربر إن "الأردن أدى الدور المطلوب منه بفتح حدوده واستقبال اللاجئين، واليوم، مطلوب من المجتمع الدولي دعم الأردن على المدى الطويل".
وصُمم المخيم ليعطي خصوصية للاجئين، إذ تُمنح كل عائلة كوخاً مستقلاً، تبلغ مساحته بين 24 و26 متراً مربعاً، وتُخصص دورة مياه لكل 6 أكواخ، مع العمل على أن يكون قاطنو الأكواخ الستة من الأقارب.
ويضم المخيم، مدرستين تستوعبان 10 آلاف طالب على فترتين، صباحية ومسائية، إضافة الى مستشفى بسعة 130 سريراً.
مخيم في قلب الشمس
وتسجل درجات الحرارة في صحراء الأزرق، التي احتضنت المخيم، ارتفاعاً صارخاً خلال فصل الصيف، حيث سجلت عند افتتاح المخيم 34 درجة مئوية. وبدا الحر على وجوه المسؤولين خلال الحفل، واستخدموا في الجولة التفقدية للمخيم سيارات مكيفة، في الوقت الذي لا يتوفر التكييف للاجئين الذين سيقيمون في المخيم.
ولم يتضمن جدول الافتتاح لقاء للصحافيين مع اللاجئين، لكن "العربي الجديد" رصد صوراً من نوافذ الحافلة، التي جالت في المخيم، إذ لوح الأطفال بأيديهم، وأخفت النساء وجهوهن، وتسابق الشباب إلى الاستحمام دفعاً للحرارة، التي بدأت نذر ارتفاعها.