أكد رئيس فريق المحامين في قضية تسميم الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، والخبير في القانون الدولي، سعد جبّار، أن تحقيق القضاء الفرنسي في القضية مستمر ولم يتوقف، وأن فريق التحقيق الفرنسي استجوب عدداً من الأشخاص في القضية.
وأبلغ جبّار، وهو محامي سهى عرفات، أرملة الزعيم الراحل، "العربي الجديد" خلال زيارته الدوحة أخيراً، "أن القضاة الفرنسيين يقومون باستجوابات مع أشخاص في بعض البلدان، وهم مستمرون في ذلك".
" |
وفيما أشار إلى أن الاستجوابات لا تزال في مراحلها الأولى، رفض جبار تحديد هوية هؤلاء الأشخاص، أو الدول التي يتواجدون فيها. إلا أنه من المرجح أن يكون بعض الذين يستجوبهم فريق التحقيق الفرنسي ممن كانوا مع الزعيم الفلسطيني الراحل في أثناء حصاره من قبل الاحتلال في مقر المقاطعة في رام الله، قبل وفاته في مستشفى فرنسي عام 2004.
وفيما إذا كان قد اطلع على نتائج أولية لهذه التحقيقات، أوضح جبار أن هذه سرّيّة، ولا يمكن الحديث عنها لأسباب قانونية.
وكان القضاء الفرنسي قد استلم، في نوفمبر /تشرين الثاني من العام الماضي، نتائج تقرير المختبر السويسري الذي أثبت أن نسبة "البولونيوم" في جسد عرفات 18 ضعفاً للوضع الاعتيادي، مما يجزم بأن الزعيم الفلسطيني الراحل مات مسموماً بمادة البولونيوم المشعة التي تنتجها ثلاث دول، هي إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا. وهو ما دفع زوجة عرفات، سهى، إلى تقديم شكوى ضد مجهول، بتهمة القتل أمام محكمة فرنسية.
وعن تناقض نتائج التقرير الفرنسي، الذي استبعد وفاة عرفات بالسم، واعتبار الوفاة طبيعية، بسبب التقدم بالسن وإصابة الرئيس الراحل بالتهاب، مع نتائج التقرير السويسري الذي يستند إليه فريق المحامين في القول باغتيال عرفات بالبولونيوم المشع، قال جبّار إن قضاة التحقيق الفرنسيين عرضوا نتائج التقريرين الفرنسي والسويسري على خبراء فرنسيين، لإجراء مقارنة بينهما، والخروج بنتيجة في هذا الصدد، في الأشهر القليلة المقبلة.
وتوفي عن 75 عاماً في 11 نوفمبر/تشرين الثاني2004 في مستشفى "بيرسي دو كلامار" العسكري قرب باريس، بعد أن نقل إليه من مقره في رام الله في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، في إثر معاناته من آلام في الأمعاء من دون حمى. وأشار تقرير طبي فرنسي يعود إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2004 إلى التهاب في الأمعاء وتخثر "شديد" للدم، لكنه لم يوضح أسباب الوفاة.
" |
كذلك، ردّ جبار على نتائج التقرير الروسي الذي أشار بعد فحص عيناتٍ أخذت من رفات عرفات، إلى عدم وجود دلائلَ كافية لتحدد ما إذا كان البولونيوم 210 السبب الأساسي للوفاة.
وقال "نعتبر التقرير الروسي ناقصاً، وإلى الآن، لم نطلع عليه بصورة رسمية، ومما اطلعنا عليه من التسريب، يمكننا إثبات أن التقرير غير كامل، وثبت علمياً أنه متناقض، لا يعتدّ به".
وأضاف "يبقى التقريرُ السويسريُّ الوحيدَ الذي له مصداقية، فقد عرض على الجميع بكل شفافية، وفحص الخبراء الفرنسيون والسويسريون تقرير الخبراء الروس، وردّوا عليه بتقرير يبين أن هناك ثغرات كبيرة في التقرير الروسي".
ورفض جبار ما يتردد أن قضية اغتيال عرفات انتهت قضائياً لأسباب سياسية، وقال "القضية حية، ولن تموت، والقضاة الفرنسيون يجرون تحقيقاتهم في كل أنحاء العالم بكل سرية، وهذه الإجراءات القضائية ضرورية وتأخذ وقتاً".
وأوضح أن "الخطوة المقبلة لفريق المحامين تتحدد بعد نظر القضاء الفرنسي في التقريرين السويسري والفرنسي، للخروج بنتيجة بشأنهما، ويجب ألا نستبق الأحداث".