اتهم حلف شمال الأطلسي، اليوم الجمعة، روسيا بالمشاركة في عمليات عسكرية داخل أوكرانيا، في وقت كان فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشدد على ضرورة أن تكون روسيا مستعدة لمواجهة أي تهديد.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرسن فوغ راسموسن، إن القوات الروسية تشارك مباشرة في عمليات عسكرية داخل أوكرانيا في انتهاك سافر لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وأعلن بعد اجتماع لسفراء دول الحلف مع نظيرهم الأوكراني، بناءً على طلب كييف، أن الحلف سيحترم تماماً أي قرار يتخذه البرلمان الأوكراني لإنهاء وضع أوكرانيا كدولة محايدة وتمهيد الطريق لانضمامها إلى الحلف.
من جهته، أكد رئيس الوفد الأوكراني لدى الحلف الأطلسي ايهور دولهوف، أن أوكرانيا تأمل في الحصول على أسلحة من الحلف لكنها لا تنتظر منه إرسال قوات لمحاربة الانفصاليين الموالين لروسيا. وقال دولهوف بعد الاجتماع، إن "ما نحتاج اليه، هو مزيد من المساعدة، بما فيها المساعدة العسكرية، ومن الواضح أن الحلف الاطلسي لا يستطيع مساعدتنا من خلال إرسال قوات". وأضاف أن الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي لم تقدم أسلحة لأوكرانيا.
وفي السياق، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، خلال افتتاح اجتماع مع نظرائه الأوروبيين الجمعة في ميلانو، من خروج الوضع في أوكرانيا "عن السيطرة" في حال اندلاع مواجهات بين القوات الروسية والأوكرانية. ودعا روسيا إلى "تحكيم العقل" وإلى "الوضوح" من خلال التفاوض مع كييف على تسوية سياسية قبل أن يفوت الأوان.
كذلك شهد الاجتماع في ميلانو الإيطالية توجيه اتهامات من وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية إلى روسيا بغزو شرقي أوكرانيا، مؤكدين ضرورة فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلد "يجب أن نكون واعين لما نواجهه. نحن الآن أمام ثاني غزو روسي لأوكرانيا"، في إشارة إلى إعلان روسيا ضم شبه جزيرة القرم في أبريل/نيسان الماضي.
من جهته، أعلن وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن أن كل الخيارات ما عدا التحرك العسكري ستخضع للمناقشة لمعاقبة روسيا لأنها اختارت "المسار الخطأ".
استعداد روسي
الرد الروسي جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد اليوم الجمعة أن روسيا ليس لديها أي رغبة في التورط في صراعات واسعة النطاق، لكن يجب أن تكون مستعدة لمواجهة أي تهديد.
وقال بوتين، خلال قمة للشباب الروسي، إنه يجب "إجبار" كييف على التفاوض حول "جوهر" القضية مع الانفصاليين في شرق البلاد.
وأعرب الرئيس الروسي أيضاً عن أسفه لرفض كييف، بحسب قوله، إجلاء القوات الأوكرانية المحاصرة من قبل المتمردين في شرق أوكرانيا عبر ممر إنساني طلب من الانفصاليين فتحه الجمعة.
كما أعلن يوتين أن نظيره الأوكراني بترو بوروشنكو، أكد له أن الجنود الروس الذين أعلنت كييف توقيفهم الإثنين على أراضيها سيعودون إلى روسيا قريباً. وأضاف "أعتقد أنهم ضلّوا طريقهم، لأن الحدود الروسية الأوكرانية غير مرسومة بشكل واضح".
وترافق ارتفاع منسوب التوتر مع إعلان نيكولاي بورديوجا، الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن المشترك، وهي تحالف عسكري لجمهوريات سوفياتية سابقة بقيادة روسيا، والموازي للحلف الاطلسي، أن هذه الدول مستعدة للقيام بعمليات لحفظ السلام بما في ذلك في أوكرانيا. وأوضح لوكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية أن قوات المنظمة "مستعدة للمشاركة في أي عملية لحفظ السلام".
ميدانياً، أعلنت الامم المتحدة أن النزاع في شرق أوكرانيا أدى الى مقتل حوالى 2600 شخص منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، بسبب المعارك العنيفة التي تجري في مناطق مكتظة بالسكان بين الجيش الاوكراني والمتمردين الموالين لروسيا.
وفي تطور لافت، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن بولندا رفضت السماح لطائرة تقلّ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بالمرور في مجالها الجوي أثناء عودته من زيارة إلى سلوفاكيا. وذكرت الوكالة أن طائرة الوزير عادت أدراجها وهبطت في براتيسلافا عاصمة سلوفاكيا.