وذكرت الصحيفة الأسبوعية، بحسب ما قالت إنها حصلت عليه من وثائق
حصرية وصور التقطتها الأقمار الصناعية ومحادثات اعترضتها أجهزة الاستخبارات الدولية، أن "المصنع يقع في منطقة جبلية في غرب البلاد على الحدود اللبنانية، ويحمل المشروع اسم (زمزم)، ويمكن استخدامه في بناء مفاعل أو مصنع لتخصيب اليورانيوم"، بحسب خبراء استعانت بهم الصحيفة، أكدوا أن "النظام السوري نقل إلى المجمع الجديد ثمانية آلاف قضيب وقود كانت مخصصة لموقع الكبر في دير الزور، شرق البلاد، والذي يشتبه بأنه يؤوي مفاعلاً نووياً سرياً".
وربما تفتح المعلومات التي كشفتها الصحيفة الباب واسعاً أمام مراجعة الهدف من المعارك التي خاضها "حزب الله" بشكل شرس وواسع للسيطرة على مدينة القصير واستمرت 18 يوماً وانتهت بسيطرة "حزب الله" ومن خلفه الجيش السوري على المدينة، حيث أكدت الصحيفة أن "خبراء كوريين شماليين وإيرانيين يعملون في مشروع (زمزم)، ومن المفترض أن يتولى (حزب الله) حراسة الموقع وتأمينه".
واعتبرت معركة القصير، التي بدأت في 19 مايو/ أيار 2013، حاسمة بالنسبة للنظام السوري و"حزب الله"، إذ ادعى النظام أن السيطرة على القصير سيمكّن من تأمين الطريق بين حمص ودمشق، وتعزيز السيطرة على حمص، إضافة لتأمين الطريق الواصل إلى الساحل وميناء طرطوس، بينما ادعى "حزب الله" أنه يخوض هذه المعركة من أجل حماية مؤيديه وبعض القرى الموالية له في المنطقة، كما أن القصير هي طريق مهم للإمدادات الرئيسية من النظام إلى الحزب والعكس، مقابل قطعه بوجه المقاتلين اللبنانيين الذين يعبرون الحدود للقتال إلى جانب الثوار في سورية.
أما موقع الكبر، الذي ذكرت الصحيفة أنه كان مشروع مفاعل نووي وتم نقل 8 آلاف قضيب وقود كانت مخصصة له إلى المشروع الجديد في القصير، فقد تعرّض هذا الموقع لغارات إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية عام 2007، بعد ادعاء إسرائيل أنه مشروع مفاعل نووي، مع تحفّظ الحكومة السورية على الرد في ذلك الحين. وكان الموقع قد سقط في أيدي "الجيش الحر" في العام الماضي، وتمت السيطرة فيه على صاروخ سكود لينتقل بعدها هذا الصاروخ إلى الرقة ويظهر في عرض عسكري لتنظيم "داعش"، دون ذكر أي معلومات عن وجود أسلحة نووية أو التي يشتبه أنها كذلك.
وبقيت تفاصيل الغارة الإسرائيلية مجهولة حتى نشر كتاب في إسرائيل، العام الماضي، تحت عنوان "الموساد، العمليات الكبرى"، للباحث ميخائيل بار زوهار، والصحافي نيسيم ميشعال، أوضحا فيه أن "الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على مفاعل دير الزور ودمره بعلم الولايات المتحدة بعد جمع أدلة دامغة تؤكد وجود نشاط نووي في المنطقة الصحراوية السورية.
وتزامن ذلك مع اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان، الذي كان مقرّباً من الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار الكتاب إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية لم تتمكنا من معرفة وكشف الأنشطة الجارية في موقع الكبر سوى بعد فرار النائب السابق لوزير الدفاع الإيراني وأحد قادة الحرس الثوري الإيراني، الجنرال علي رضا عسكري، إلى الولايات المتحدة وكشف تفاصيل المشروع النووي المشترك لكل من سورية وإيران وكوريا الجنوبية.