تكثّفت جهود الإصلاحيين الإيرانيين في الآونة الأخيرة، في محاولة لإعادة رصّ الصفوف والعودة إلى ساحة العمل السياسي، بعد غياب دام سنوات عدة، على خلفية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009، حين اعترض مناصرو المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، على فوز الرئيس السابق المحافظ، محمود أحمدي نجاد، بدورة رئاسية ثانية، بسبب تشكيكهم في نزاهة الانتخابات.
وبعد تشكيل حزب "النداء" الإصلاحي أخيراً، وتكرار الاجتماعات بين إصلاحيي البلاد، وتعيين الرئيس الحالي حسن روحاني، لبعض الشخصيات الإصلاحية في حكومته، اجتمع هؤلاء في مؤتمر "إصلاحي" في قاعة "توحيد" في العاصمة طهران، ربما قد ينعكس معنى الاسم على الأعضاء الذين توزّعوا على جبهات مختلفة، وإن كانت جميعها تنضوي تحت راية التيار الإصلاحي الواحد.
وكان لافتاً عدم مشاركة الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، الذي يُعتبر رمزاً أساسياً من رموز التيار، رغم توجيه الدعوة إليه، لكنه بعث برسالة، تلاها أحد أعضاء لجنة تنسيق المؤتمر، أشاد فيها بالجهود الإصلاحية.
غاب خاتمي، غير أن أسماءً أخرى معروفة، حضرت، ومنها رئيس مؤسسة "أميد إيرانيان" (أمل الإيرانيين باللغة العربية) محمد رضا عارف، والأمين العام لحزب "مردم سالاري" الإصلاحي مصطفى كواكبيان، والأمين العام لـ "مجمع قوات خط الإمام هادي خامنئي"، والأمين العام لحزب "اعتماد ملي" رسول منتجب نيا.
وأشار رئيس هيئة التنسيق رحمان قلي زاده، إلى أن "الهدف من الاجتماع هو تحقيق الانسجام بين الإصلاحيين والتحضير للانتخابات التشريعية"، المقررة في مارس/آذار 2016. وطالب قلي زاده، الحاضرين بـ "عدم رفع صور لا تتناسب مع هذه الأهداف".
وفي هذا الصدد، قال عارف إن "الانتخابات تُعدّ بمثابة مرحلة تكميلية للانتخابات الرئاسية الأخيرة، وستتيح الفرصة لعودة الإصلاحيين بقوة إلى الساحة". فقد مثل عارف الإصلاحيين قبل أكثر من عام، وانسحب في المراحل الأخيرة من السباق الرئاسي لمصلحة روحاني. لم يكن الرجل قادراً على الفوز، لكنه كان متأكداً، كما زعماء الإصلاحيين، بأن الأصوات المؤيدة له ستذهب إلى الرئيس المعتدل، وهذا ما فتح المجال أمام عودة الإصلاحيين تدريجياً.
وحثّ عارف على "ضرورة اجتماع كل الإصلاحيين على كلمة واحدة، والتنسيق في ما بينهم، من أجل اعتماد اللوائح التي سيتقدمون بها في هذا الاستحقاق". واعتبر أن "الاختلاف والانقسام هو مشكلة الإصلاحيين الرئيسية". وطالب الجيل الشاب من الإصلاحيين بـ "تجاوز هذا الأمر". وفي إشارة إلى موضوع "الإقامة الجبرية"، المفروضة على زعماء "الحركة الخضراء"، الذين حرّكوا احتجاجات عام 2009، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أمل عارف في أن "تُحلّ هذه المسألة قريباً".
من جهته، أشار كواكبيان، أيضاً إلى "ضرورة مراجعة مجلس الأمن القومي في مسألة الإقامة الجبرية، لأنه المولج بالملف". ولفت إلى أنهم "لا يريدون برلماناً جديداً يشبه الحالي الذي يسيطر المحافظون على غالبية مقاعده". وناشد كواكبيان، الرئيس روحاني، إنهاء مرحلة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
لاقت تصريحات كواكبيان ردود فعل سلبية من قبل المحافظين، لا سيما النواب منهم. فنقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن النائب قاسم جعفري قوله، إن "الإصلاحيين يسيرون باتجاه دعم التفرقة والتفكك، وعلى السلطات والأجهزة الأمنية مراقبة تحركاتهم عن كثب، كي لا تتكرر أحداث عام 2009، التي تحولت إلى ما بات يوصف في البلاد بالفتنة، التي استفادت منها أيدٍ خارجية سعت لإثارة التوتر في ايران".
واعتبر جعفري أن "فكر الإصلاحيين مستنسخ عن الفكر الغربي، والترويج لهذه الأفكار خلال السنوات الثماني من حكم خاتمي، أبعد هؤلاء عن الاهتمام بمشكلات المواطنين". ورأى أنهم "يعيشون في أوهامهم، لأنهم يتخيلون أن الإيرانيين ينتظرون عودتهم إلى الساحة والبرلمان". أما النائب علي رضا سليمي، فاعتبر أنه على "الإصلاحيين التركيز في خطابهم على مشاكل المواطنين، لا على قضايا الفتنة".
يبدو أن الاصلاحيين سيواجهون منافسين أشداء، إذ لا يُمكن بالفعل الاستهانة بالمحافظين الذين عقدوا مؤتمراً شبيهاً بمؤتمر الإصلاحيين، من أجل توحيد جبهاتهم الكثيرة، لتدخل إلى السباق التشريعي بقوة، كونهم يدركون الرغبة الإصلاحية بالعودة.
أما المشكلة الأخرى، فتتعلق بأن الإصلاحيين، وإن كانوا مقرّبين من المعتدلين، إلا أن هذا لا يعني أن مؤيدي حكومة روحاني سيجمعون على دعمهم. للإصلاحيين مآخذ عدة على روحاني، وحتى إن منهم من يرى أنه عليه دعم حضورهم بشكل أكبر، لكنهم يقرّون بأنه شرّع الأبواب أمامهم.
وبعد تشكيل حزب "النداء" الإصلاحي أخيراً، وتكرار الاجتماعات بين إصلاحيي البلاد، وتعيين الرئيس الحالي حسن روحاني، لبعض الشخصيات الإصلاحية في حكومته، اجتمع هؤلاء في مؤتمر "إصلاحي" في قاعة "توحيد" في العاصمة طهران، ربما قد ينعكس معنى الاسم على الأعضاء الذين توزّعوا على جبهات مختلفة، وإن كانت جميعها تنضوي تحت راية التيار الإصلاحي الواحد.
وكان لافتاً عدم مشاركة الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي، الذي يُعتبر رمزاً أساسياً من رموز التيار، رغم توجيه الدعوة إليه، لكنه بعث برسالة، تلاها أحد أعضاء لجنة تنسيق المؤتمر، أشاد فيها بالجهود الإصلاحية.
غاب خاتمي، غير أن أسماءً أخرى معروفة، حضرت، ومنها رئيس مؤسسة "أميد إيرانيان" (أمل الإيرانيين باللغة العربية) محمد رضا عارف، والأمين العام لحزب "مردم سالاري" الإصلاحي مصطفى كواكبيان، والأمين العام لـ "مجمع قوات خط الإمام هادي خامنئي"، والأمين العام لحزب "اعتماد ملي" رسول منتجب نيا.
وفي هذا الصدد، قال عارف إن "الانتخابات تُعدّ بمثابة مرحلة تكميلية للانتخابات الرئاسية الأخيرة، وستتيح الفرصة لعودة الإصلاحيين بقوة إلى الساحة". فقد مثل عارف الإصلاحيين قبل أكثر من عام، وانسحب في المراحل الأخيرة من السباق الرئاسي لمصلحة روحاني. لم يكن الرجل قادراً على الفوز، لكنه كان متأكداً، كما زعماء الإصلاحيين، بأن الأصوات المؤيدة له ستذهب إلى الرئيس المعتدل، وهذا ما فتح المجال أمام عودة الإصلاحيين تدريجياً.
وحثّ عارف على "ضرورة اجتماع كل الإصلاحيين على كلمة واحدة، والتنسيق في ما بينهم، من أجل اعتماد اللوائح التي سيتقدمون بها في هذا الاستحقاق". واعتبر أن "الاختلاف والانقسام هو مشكلة الإصلاحيين الرئيسية". وطالب الجيل الشاب من الإصلاحيين بـ "تجاوز هذا الأمر". وفي إشارة إلى موضوع "الإقامة الجبرية"، المفروضة على زعماء "الحركة الخضراء"، الذين حرّكوا احتجاجات عام 2009، مير حسين موسوي ومهدي كروبي، أمل عارف في أن "تُحلّ هذه المسألة قريباً".
من جهته، أشار كواكبيان، أيضاً إلى "ضرورة مراجعة مجلس الأمن القومي في مسألة الإقامة الجبرية، لأنه المولج بالملف". ولفت إلى أنهم "لا يريدون برلماناً جديداً يشبه الحالي الذي يسيطر المحافظون على غالبية مقاعده". وناشد كواكبيان، الرئيس روحاني، إنهاء مرحلة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
لاقت تصريحات كواكبيان ردود فعل سلبية من قبل المحافظين، لا سيما النواب منهم. فنقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، عن النائب قاسم جعفري قوله، إن "الإصلاحيين يسيرون باتجاه دعم التفرقة والتفكك، وعلى السلطات والأجهزة الأمنية مراقبة تحركاتهم عن كثب، كي لا تتكرر أحداث عام 2009، التي تحولت إلى ما بات يوصف في البلاد بالفتنة، التي استفادت منها أيدٍ خارجية سعت لإثارة التوتر في ايران".
واعتبر جعفري أن "فكر الإصلاحيين مستنسخ عن الفكر الغربي، والترويج لهذه الأفكار خلال السنوات الثماني من حكم خاتمي، أبعد هؤلاء عن الاهتمام بمشكلات المواطنين". ورأى أنهم "يعيشون في أوهامهم، لأنهم يتخيلون أن الإيرانيين ينتظرون عودتهم إلى الساحة والبرلمان". أما النائب علي رضا سليمي، فاعتبر أنه على "الإصلاحيين التركيز في خطابهم على مشاكل المواطنين، لا على قضايا الفتنة".
يبدو أن الاصلاحيين سيواجهون منافسين أشداء، إذ لا يُمكن بالفعل الاستهانة بالمحافظين الذين عقدوا مؤتمراً شبيهاً بمؤتمر الإصلاحيين، من أجل توحيد جبهاتهم الكثيرة، لتدخل إلى السباق التشريعي بقوة، كونهم يدركون الرغبة الإصلاحية بالعودة.
أما المشكلة الأخرى، فتتعلق بأن الإصلاحيين، وإن كانوا مقرّبين من المعتدلين، إلا أن هذا لا يعني أن مؤيدي حكومة روحاني سيجمعون على دعمهم. للإصلاحيين مآخذ عدة على روحاني، وحتى إن منهم من يرى أنه عليه دعم حضورهم بشكل أكبر، لكنهم يقرّون بأنه شرّع الأبواب أمامهم.