رحب عدد من الفصائل الفلسطينية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مساء أمس الأربعاء، في اجتماع الدورة السبعين للأمم المتحدة، في الوقت الذي دعت فيه إلى الوحدة والصمود وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني لمواجهة أيّ تحديات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، مساء اليوم الخميس، إن "ما حمله خطاب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الأمم المتحدة، يوم أمس الأربعاء، كان ينبغي أن يتضمن موقفاً واضحاً بإلغاء اتفاقات أوسلو".
وأوضحت الشعبية في بيانها، أنه "كان ينبغي ذلك الموقف بإلغاء اتفاقات أوسلو وما ترتب عنها من نتائج والتزامات في ضوء الموقف والسياسة الإسرائيلية القائمة على أساس الاستيطان والتهويد ورفض الإقرار بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
ودعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، تيسير خالد، في تصريحات صحافية إلى وقف العمل فوراً بجميع الاتفاقيات الموقعة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بما فيها التنسيق الأمني واتفاق باريس الاقتصادي.
وأكد خالد أن ترجمة ما جاء في خطاب عباس تتطلب دعوة اللجنة التحضيرية إلى عقد المجلس الوطني الفلسطيني الاجتماع فوراً، لبحث متطلبات عقد دورة عادية كاملة للمجلس الوطني الفلسطيني، تشارك فيها جميع القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية دون استثناء، للاتفاق على خريطة طريق وطنية توفر متطلبات الصمود في وجه الاحتلال، والتحضير لخطوات مدروسة ومتفق عليها لفك الارتباط مع دولة الاحتلال، والتحضير لعصيان وطني شامل لا يتوقف إلا بزوال الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
اقرأ أيضاً: اعتداء إسرائيل على تونس: الذكرى المنسية
ووصف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، في تصريحات إذاعية أن خطاب الرئيس، محمود عباس، في الأمم المتحدة، بالهام والمفصلي، وينسجم مع تضحيات الشعب الفلسطيني، ويعكس مركزية وأهمية القضية الفلسطينية في المنطقة.
ورأى نائب الأمين العام للاتحاد الفلسطيني الديمقراطي (فدا)، صالح رأفت، أنه كشف للعالم حقيقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وعدم التزامها بالشرعية الدولية، مما استدعى عدم الالتزام بهذه الاتفاقيات من جانب واحد، مشدداً على أهمية انبثاق هيئة دولية لرعاية أيّ مفاوضات مستقبلية مع حكومة الاحتلال.
المتحدث باسم حركة فتح، أحمد عساف، أكد أن الخطاب وضع العالم أمام مسؤولياته فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم، مشدداً على أن التحديات التي قد تواجه الفلسطينيين في الفترة المقبلة بحاجة إلى موقف وطني جامع والتفاف جماهيري حول الرئيس والقيادة الفلسطينية، وأن تتم مجابهة هذه التحديات بدرجة عالية من الوعي والمسؤولية الوطنية.
من جانبه، قال الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أحمد مجدلاني، إن "خطاب عباس عبر عن موقف الشعب الفلسطيني، ويعدّ برنامجاً لخطة عمل سياسية ورؤيا نضالية، إذ إنه وضع صيغة الرعاية الدولية المشتركة والمباشرة بديلاً من الرعاية الأميركية".
بينما قال الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، جميل شحادة، في تصريحات إذاعية: "إن خطاب عباس تاريخي ويفصل بين مرحلتين من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبداية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، ودعوة لكافة الأطراف الفلسطينية، وخصوصاً حركة حماس، إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات، التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني". لافتاً إلى أن الخطاب وضع حداً للالتزامات الفلسطينية بالاتفاقيات الموقعة مع الطرف الإسرائيلي الذي لم يلتزم بها.
وعن ردود الفعل الإسرائيلية تجاه خطاب الرئيس، محمود عباس، قال شحادة إن "خطاب عباس وضع حكومة الاحتلال في الزاوية، وكشف التضليل الذي تمارسه، وبأنها لا تريد تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وإصرارها على عدم التجاوب مع كافة الجهود الدولية التي تسعى إلى تحقيق عملية السلام".
اقرأ أيضاً: الاحتلال يشرع في سياسة إبعاد المرابطات عن القدس المحتلة