وفي السياق، حذّر نائب رئيس الجمهوريّة المقال، نوري المالكي، خلال زيارته مقر الجناح العسكري لمليشيا "بدر"، وهي إحدى فصائل الحشد الشعبي، من "خطورة دخول القوات التركيّة إلى العراق، ومحاولات تنفيذ الأعداء مشاريعهم التقسيميّة على أرض العراق، عبر محاولة فصل الأنبار من جهة، والموصل من جهة أخرى".
وأضاف، أنّ "تركيا تمارس اليوم النفاق في محاربة داعش، لأنّها تدّعي التصدّي للجماعات الإرهابيّة، بينما هي تدعم تلك الجماعات سرّاً عبر تجهيزها بكل ما تحتاجه من أسلحة ومعدّات وإمكانات"، مؤكّداً "ضرورة رفض الوجود التركي على الأراضي العراقيّة".
وشدّد بالقول، إنّ "تلك القوات هي قوات غازية وعليها مغادرة البلاد حالاً، وإلّا ستكون خيارات المواجهة على الأرض كثيرة ومتعدّدة، لأنّ الشعب العراقي بجميع مكوناته يرفض وجود القوات الأجنبيّة على أرضه".
ودعا تشكيلات "الحشد الشعبي"، إلى أن "يكونوا على أهبة الاستعداد والانتباه للتصدي لمخططات الأعداء"، مطالباً الشعب بـ"الخروج بتظاهرات يوم السبت المقبل لرفض الوجود التركي على أرض العراق، كردٍّ على من يحاول انتهاك أرض وسيادة العراق".
من جهته، أكّد النائب في ائتلاف المالكي، محمد الصيهود، أنّ "خيار المواجهة العسكريّة مع تركيا غير مستبعد".
وقال الصيهود، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "تركيا أجبرتنا من خلال انتهاكها لسيادة وأرض العراق إلى التفكير بخيارات مفتوحة للتصدي لمخططاتها، والحفاظ على بلدنا، من خلال الخيار العسكري والاقتصادي".
وأضاف أنّ "المخطط التركي التآمري، جاء بدعم وإسناد من قبل الولايات المتّحدة الأميركيّة، وذيولها في العراق، أمثال رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، ومحافظ نينوى السابق أثيل النجيفي"، مشدّداً على أن "لا حل أمامنا سوى المواجهة العسكرية".
في المقابل، عدّ الخبير السياسي، فراس عبد الجبار المشهداني، أنّ "بعض السياسيين العراقيين المرتبطين بأجندات خارجية يحاولون تمرير تلك الأجندات مستغلين الأزمة العراقية – التركية، لتحقيق مصالح للدول المرتبطين بها، ومصالح شخصية لهم".
وقال المشهداني، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحقائق تؤشّر أن وجود القوات التركيّة ليس جديداً، وأنّها قوات جاءت للتدريب وبعلم وطلب الحكومة، لكنّ إثارة الموضوع جاءت من قبل بعض السياسيين العراقيين، بتوجيه روسي – إيراني"، مبيناً أنّ "روسيا تحاول اليوم الثأر من تركيا لذا تدفع عملاءها في العراق ومنهم المالكي، للتصعيد باللجوء إلى الخيار العسكري، والدفع باتجاه إصدار قرار في مجلس الأمن يدين تركيا، في محاولة لجعل تركيا دولة تنتهك سيادة الدول الأخرى".
وأشار إلى أنّ "الوضع العراقي لا يتحمّل التصعيد، ووجود المليشيات التي تخضع لسيطرة المالكي ولأجنداته، تنذر بتصعيد خطير، خصوصاً أنّ هناك دفع باتجاه الخيار العسكري وضرب المصالح التركيّة في العراق".
يشار إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن أمس، أنّه من غير الوارد في الوقت الحالي سحب بلاده لقواتها من العراق، مؤكّدا أنّ القوات التركية موجودة في العراق لتدريب مقاتلي البشمركة، وليس لأغراض قتالية، وأنّ دخولها جاء بدعوة من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي العام الماضي.
اقرأ أيضاً: ضغوط على العبادي للتصعيد مع تركيا.. ومساع لتسوية