وهتف المتظاهرون، الذين اعتصموا على سلم نقابة الصحافيين المصرية، بوسط القاهرة:"الحرية لكل سجين.. هاتوا إخواتنا من الزنازين.. يالي بتسأل إحنا مين.. إحنا أهالي المعتقلين"، و"علي وعلي وعلي الصوت.. مش هنسيب إخواتنا تموت"، و"غاوي ليه حبس الشباب.. يابو دبورة ونسر وكاب". ورفعوا لافتات كتبوا عليها "افتحوا الزيارة"، و"مقبرة العقرب".
الوقفة الاحتجاجية، دعت لها ونظمتها رابطة أهالي معتقلي سجن العقرب المصري.
حل الشتاء في مصر، بقوة خلال الأيام القليلة الماضية، وانخفضت درجات الحرارة إلى 20 درجة مئوية أو أقل، للكبرى، وعشر درجات أو يزيد قليلا، للصغرى، في القاهرة ومعظم المحافظات شمالي البلاد، ولا يزال النظام المصري، متمثلا في وزارة داخليته، يصر على منع الزيارة عن سجناء العقرب، مما يهدد حياتهم.
اقرأ أيضاً: نجل سعد الكتاتني: والدي يواجه القتل العمد داخل السجن
سجن العقرب، الذي يعرف بـ"غوانتنامو مصر"، سجن شديد الحراسة، ويقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة، على بعد كيلومترين من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية جنوبي القاهرة. ويحيط به سور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.
ومات العشرات في سجن العقرب شديد الحراسة، آخرهم كان محمد السعيد، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، الذي توفي في زنزانته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي نتيجة للإهمال الطبي.
وسبقه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة، عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي، مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان، عماد حسن.
وأشارت تقارير حقوقية مصرية إلى نقل عدد من السجناء، في العقرب، إلى مستشفى السجن خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث كان كل منهم في وضع صحي حرج، ومنهم، نائب رئيس محكمة النقض الأسبق، محمود الخضيري، والقياديان بحزب الاستقلال، مجدي قرقر ومجدي حسين، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، رشاد بيومي.
أما المجلس القومي لحقوق الإنسان المصري، (منظمة حكومية)، فقد نظم زيارة لسجن العقرب شديد الحراسة في أغسطس/آب الماضي، وخرج بتقرير وفيديو مصور، ظهر فيه أعضاء وفد المجلس يتناولون وجبات غداء فندقية، وأعلنوا خلو السجن من التعذيب، ووجود ساحات رياضية وكافة الخدمات الاجتماعية والصحية والعلاجية، وهو التقرير الذي انسحب في إثره بعض أعضاء المجلس من حضور جلساته اللاحقة، اعتراضا عليه، وتوالت عليه أيضا ردود أفعال محلية ودولية غاضبة، وصدرت ضده عشرات التقارير التي تكذب ما ورد به.
اقرأ أيضاً: "اسمعوا منهم": حكايات مأساوية يرويها أهالي سجناء العقرب