ويؤكّد المراقبون حاجة العراق إلى رسم سياسة مدروسة تجاه ما يتعرّض له من حرب شرسة مع تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) والدعم الدولي والإسناد في المعركة، وأنّ التخبط السياسي وتبديل المواقف مع الدول التي تدعم العراق في حربه، ستؤثّر سلبا على علاقاته مع تلك الدول، الأمر الذي سيكون له أثر سلبي على المعركة.
ويناغم رفض العبادي لدعم العراق بقوات بريّة، رفض مليشيات "الحشد الشعبي" وتهديداتها لتلك القوات، وتشكل المليشيات أكبر الضغوط من حيث التأثير على حكومة العبادي باتخاذ القرار المناسب تجاه أيّ موقف كان.
وفي السياق، قال العبادي في بيان صحافي، إنّ "العراق ليس بحاجة الى قوات بريّة أجنبيّة على الأرض"، مؤكّدا أنّ "أيّ عمليّة عسكريّة أو انتشار لأيّ قوة خاصة في العراق لا يمكن أن يتم من دون موافقة الحكومة والتنسيق معها".
وشدّد بالقول إنّ "القوات الخاصة العراقيّة وجهاز مكافحة الإرهاب، تؤدي دورا كبيرا في المعركة ضدّ داعش، وقد أثبتت قدرة فائقة في استهداف قادة داعش وفي تنفيذ أخطر المهام في معارك تطهير المدن واستعادة السيطرة على المناطق الحيويّة والاستراتيجيّة من الإرهابيين".
وأضاف أنّ "هذه القوات تواصل أداءها بنجاح وإتقان في مختلف قواطع القتال، إلى جانب التشكيلات المقاتلة الأخرى التي حرّرت مساحات واسعة من الأراضي المغتصبة، وتتجه لتحرير ما تبقى منها".
ويأتي تصريح العبادي، بعد يوم واحد من إعلان واشنطن عزمها إرسال قوة متخصصة لتعزيز القوات العراقيّة في مواجهة داعش، وكان العبادي قد رحّب بزيادة الدعم الدولي والإسناد من الشركاء الدوليين للعراق.
في غضون ذلك، هدّدت مليشيا كتائب حزب الله العراق بـ"محاربة أيّ قوة قد تنشرها الولايات المتّحدة في العراق"، وقال المتحدّث باسم المليشيا، جعفر الحسيني، في بيان صحافي، إنّ "أيّ قوة أميركيّة تدخل العراق ستصبح هدفاً رئيساً لنا وسنقاتلهم".
كما هدّدت فصائل "الحشد الشعبي" الأخرى كبدر والعصائب وغيرها بقتال القوات الأميركيّة في حال دخلت العراق. من جهته، انتقد الخبير السياسي، عبد الغني النعيمي، "سرعة تغيّر مواقف العبادي، وفقاً للضغوط التي يتعرّض لها".
وقال النعيمي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق بحاجة إلى رسم سياسة مدروسة وثابتة، تقوم على أسس رصينة من التعامل مع الدول التي تدعم العراق في حربه ضدّ داعش، وأنّ تتخذ قرارات مدروسة تجاه ذلك، وفقا للمعطيات المتوفرة على الميدان".
وأشار إلى أنّ "تغيّر المواقف بسرعة لافتة من قبل العبادي، يؤشر إلى مدى خضوعه للضغوط من قبل قادة مليشيات الحشد، والتي لا تريد أن يكون في العراق أيّ دور لأيّ قوة أخرى"، مبينا أنّ "تلك الضغوط نابعة من أجندات خاصة، وغير قائمة على أساس مصلحة العراق".
وكان مصدر في التحالف الوطني الحاكم في البلاد، قد أكّد في وقت سابق من الأسبوع الجاري لـ"العربي الجديد"، أنّ وفدا برئاسة رئيس لجنة الدفاع في الكونغرس جون ماكين، والسيناتور لينذري غراهام قد بحث مع العبادي في مكتبه ببغداد توسيع الدور العسكري الأميركي في العراق.